قاسم حول
على مدى ثلاثة أيام من الرابع من أكتوبر 17 وحتى السادس منه، احتفت واحتفلت مؤسسة شومان الثقافية في المملكة الأردنية الهاشمية بالسينمائي التركي السوري الأصل الدكتور البروفيسور «سمير أصلان يورك». وسمير أصلان يورك سينمائي متميز في السينما الحديثة، وهو سينمائي مهم في مسار السينما التركية المعاصرة والهادفة. هو أستاذ السينما في جامعة مرمرة، يقوم بتنوير جيل جديد من السينمائيين في تركيا الذين تستهويهم السينما الجديدة والتجارب الجمالية في الفيلم السينمائي من خلال تدريسه لمادة السينما والقيم الجمالية في فن السينما.
من ضمن النشاط السينمائي المتواصل الذي تقوم به مؤسسة شومان الثقافية في الأردن إقامة أسابيع للسينما العربية والعالمية، إضافة إلى العروض الأسبوعية لعشاق السينما. بدأت تجربة الأيام السينمائية المتواصلة لمناسبة اليوبيل الفضي لمؤسسة شومان، في تشرين الأول من السنة الماضية 2016 ، حيث احتفت بعدد من السينمائيين العرب والأفلام العربية المتميزة في تاريخ السينما العربية، وفي هذا العام خصصت أسبوعين للسينما، الأول مع السينمائي التركي «سمير أصلان يورك»، حيث عرضوا له فيلم «الباحات السبع» عن سبع حكايات في سبع باحات. حكايات تراثية وفلسفية بصيغة جمالية فنية عالية المستوى. وكان الفيلم قد عرض في مهرجان سينما المؤلف في المغرب عام 2012 وأثار اهتمام النقاد العرب وجمهور المشاهدين على حد سواء. ثم أخرج فيلم الصامت وهو فيلم يعتبر بمثابة قصيدة شعر سينمائية تشد المشاهد من اللقطة الأولى حتى نهاية الفيلم، وقد شاهدته ثلاث مرات وحفزني شخصيا على اتباع ذات النهج للفيلم المخفض الإنتاج والقليل الشخصيات الرئيسية يمتزج فيه الشعر السينمائي بالواقعية الحديثة، حيث يروي لنا مسيرة طفلين يسمعان عن المخرج التركي الكوردي «يلماز غونيه» الذي أصبح شخصية شعبية ممثلاً ومخرجاً لأفلامه. يحصل الطفلان على كاميرا فوتوغراف قديمه، من أجل أن يلتقطا صورة مع»يلماز غونيه»، وعندما يصلان المنطقة التي كان يصور فيها أحد أفلامه .. يكون يلماز غونيه قد أدخل السجن بتهمة اليسار. أحد الطفلين بسبب المسيرة وما تعرض له من تعب في الرحلة الشاقة وصولا إلى «يلماز غونيه» أصيب بالتدرن ونام في حضن صديقه وفيما الصديق المتعب نائما يرى صديقه الصامت ملصقا على الجدار عن أحد أفلام «غونيه»ولكن ثمة خيط من الدم قد سال من فم الطفل وهو يحلم بطفلة كان يريد أن يتخذ منها صديقة حياة، فتأتيه كما الحلم ويحاول صديقه الأخرس الصامت أن يوقظه لكن خيط الدم يصبح نازفا فيموت. فيلم إنساني وشاعري وبلغة سينمائية واعية لمضامينها ومفرداتها التعبيرية.
الفيلم الثالث الذي عرضته مؤسسة شومان للمخرج «سمير أصلان يورك» هو فيلم الشلال الذي عرض في صالات السينما التركية وهو أول عرض سينمائي في المنطقة العربية من خلال مؤسسة شومان الثقافية.
الدكتور البروفيسور سمير أصلان يورك من مواليد الخامس عشر من آب - أغسطس عام 1956، أنهى مرحلة الدراسة الابتدائية والإعدادية في أنطاكيا. انتقل إلى دمشق لدراسة الطب وإلتحق بكلية الطب في دمشق. في السنة الثالثة من دراسته نحت تمثالاً وأهداه للمركز الثقافي السوفيتي فحصل على منحة لدراسة النحت في أكاديمية ريبن للفنون. كان ذلك عام 1979 وقرّر أن يواصل دراسته ولكن في معهد السينما فدرسها بين العام 1980 وحتى العام 1986 وحصل على شهادة الماجستير في الفنون الجميلة من المعهد العالي للسينما كلية الإخراج السينمائي بورشة المخرجين الكسندر ألوف وفلاديمير نعوموف، وفي العام 1990 إنضم إلى الكادر الأكاديمي - قسم السينما والتلفزيون في كلية الفنون الجميلة بجامعة مرمرة بدرجة أستاذ مساعد. وفي عام 2002 حصل على لقب أستاذ بروفسور وهو لا يزال أستاذاً في نفس المؤسسة التعليمية. سينمائيا بدأ حياته بإخراج الأفلام القصيرة والمتوسطة الطول ومنها «الجرح والوحدة في بابل، والهواء نظيف في الأعالي، ثم باشر بإنتاج الأفلام الروائية الطويلة ومنها فيلم «العربة، والطريق إلى البيت، والباحات السبع والصامت» وآخر أفلامه الذي هو الآن في مرحلة المونتاج فيلم «الفوضى» الذي يتم التحضير لافتتاحه ومدته ساعتان.
الأيام السينمائية القادمة ستكون في شهر أغسطس - آب احتفالاً بعدد من الأفلام السينمائية الهولندية المشاركة في مهرجان الكاميرا العربية، روّج عبد الفتاح رئيس مهرجان الكاميرا العربية في هولندا، سوف يحاور جمهور الأيام السينمائية في عمان عن طبيعة الأفلام المشاركة.
شومان ساهمت في إعداد جمهور سينمائي وذائقة سينمائية على مدى عدة سنوات، وكانت مبادرة السنوات الأخيرة في تنظيم الأيام السينمائية لعدد من المخرجين والنقاد هو تطور نوعي يسهم في العلاقة بين الجمهور ومخرجي الأفلام المنتقاة لتلك الأيام السينمائية.
تجدر الإشارة إلى أن مؤسسة شومان ونشاطها السينمائ ي يتم بإشراف الناقد السينمائي المتميز عدنان مدانات.