غُمُوْضٌ يَسْكُنُ حُلـُمَ الـْمَتـَاهَةْ
بَلْ حُلُمٌ يَسْكُنُ مَتَاهَةَ الْغُمُوْضْ
بَلْ مَتَاهَةً
تَسْكُنُ
غُمُوْضَ
الْحُلُم
وَالْدَّقَائِقِ الْحُبْلَى
حُبْلَىْ
حُبْلَىْ
بِالْقِصَصِ الْضَّالَّةِ
الْمُرْتَعِدَةْ خَلفْ وِسَادَةٌ تَتـَنـَهَـّدْ .
لِأَنَّ الْغَدَ يَرْحَلُ
كُلّ غَدٍ يَرْحَلُ
وَلِأَنَّ سَحَابَةً مُثَبَّتَةً عَلَىَ جِدَارِ الْزَمَنْ
لا تُرِيْدُ...
عُبُورَ الْنُّبُوءَةِ
ولا تُرِيدُ...
أَنَّ تُبَلِّلَ الْزَّهْرَةَ الْجَافَّةَ
فِيْ نَافِذَةِ قَلْبِيْ
فَهَلْ جَاءَ الْخَرِيْفُ أَمْ انْتَهَىَ؟
الرِّيحُ تَهُبُّ عَلَىَ الْأَطْلَالْ
تُمَسِّدُ الْصَرَخَاتْ...
الْضَّحِكَاتْ...
الأحلامْ...
الأغانيْ...
تِلْكَ الَّتِيْ عبأَها الْنَّاسُ هُنَاكَ وَمَضَوْا
وَالْبَرَدُ يَقْبَعُ سَاكِنَا
عِنْدَ أطراف الْجُدْرَانِ يُقَلِّبُنِي
وَيُقَلِّبُ أصْوَاتَ أطَفَالٍ كَانُوْا هُنَا
الْتَهَمُوا طُفُوْلَتَهُمْ
وَتَعَلَّمُوْا الْصَّيْد...
وَالْحُبَّ وَالْنسْيَان .
مِنْ أَيْنَ تَأْتِيَ الْذِّكْرَىْ إذَاً؟
وَمَنْ أيْنَ يَأْتِيَ الْحُزْنُ
يَسْكُنُنِيْ
هَذَا
الْسُّؤَالُ
مِثْلَ لَّحَنٍ عَمِيْقٍ وَجَارِحٍ
يَ
رْ
قُ
صُ
فِيْ دَمِيَ وَيُعَبرُ أَيْنَمَا أعَبرْ.
مِثْلَ أَنِيْنِ قَصَبَةٍ
بِيَدِ رَاعٍ مُنْهَكْ
نَسْمَعُ صَوْتَ الْرَّحِيْلِ
صَافِيَاً
وَ
خَائِفَاً
يَتَدَفَّقُ مِنْ أصَابَعْنا
وَمَنْ مَنَابِتِ هَوَاجِسِنَا
وَيُحَلِّقُ...
مَعَ النوَارِسِ وَالْلَقَالِقَ
مَعَ الأمْنِيَّات الْصَّغِيْرَةِ
الْمَلْفُوفَةِ بِأنْفَاسِنا
يَزُوْرُنَا الْرَّحِيْلُ كُلَّ خَرِيْفٍ
يَهْدِيَنَا مَلَامِحَ مَا نَسِيَنَا
وَمَا
لَمْ
نَنْسَ
يُلَوِّحُ لَنَا مِنْ أَسَّوَارِ الْبُيُوْتِ
الْ مُ بَ عْ ثَ رَ ةِ
عِنْدَ أَطْـرَافِ الْحُقـُوْلْ
مِنْ بَعِيْـدٍ
نُسَابِقُ إلَيْهِ مَعَ الْنَّهْرِ
وَنَقْتَفي أَ ثَ رَ عَرَبَاتِ الْمَوْتَىَ
وَنَحِيْبِ الْعَجَائِزِ
نَقُوُلُ: هَا هُوَ الْرَحِيّلُ رَأَيْنَاهْ
وْنُرْكُضُ حَتَّىَ تُعَانِقُنَا
رُؤُوْسُ
الْسَّنَابِلِ
وَنَخْتَبِئُ مِنْ الْمَصِيْر
مَتَىَ سَيَنْتَهِي
مَتَىَ سَيَنْتَهِي
الْخَرِيفْ؟
أَطْرَافُ الْحُقُوْلِ تَصْرُخُ تَهْتِـفُ
لِـلْأُفُـقِ
وَغِرْبَانُهَا تَقْفُ بِشُمُوْخٍ عَلَىَ جُذُوْعِ
أشْجَارٍ
عَارِيِّةٍ
بِلا أَخْضَر تُرَاقُبُ مَسِيْرَةَ الْمَوْتِ
وَلا تَفْزَعْ مِنْ صَوْتِ رَعُوَدٍ
يَحْمِلُهَا ظَلَامُ الْسُّحُبِ
مَتَىَ تُمحى هَذِهِ الْصُّورَة
مـنْ
شُـرْفـَةِ
الـْطُّـمَـأْنِـيْـنَـةْ.
قَدْ يَنْتَهِيَ الْخَرِيف
الْنَّاس بِسَنَابِلِ قُلُوْبهَا تُمَجِّدُ لِلْخَلاصْ
حَانَ وَقْتُ الْحُبِّ
حَانَ وَقْتُ الْحُبِّ
تَنْقَشِعُ الزُّرْقَةُ الْقَاتِمَةُ
عَنْ عُيُوْنِ الأغَادِيرْ
وَالْغُزْلانِ الْصَّغِيْرَةِ
تَتَعَافَىْ مِنْ أَنْيَابِ الْفَزَعِ
الْغَجَـرُ يَنْصِبُوْنَ خِيَامَهـمْ
عِنْدَ أطْرَافِ الْـشَـّمـْسِ
وَتَرْحَلُ عَرَبَاتُ الْمَوْتَىَ إلَىَّ غَدِهاْ
وَالْسَّمَاءُ تنْثَرُ سَمَاوَاتٍ مِنَ الْيَقِيْن.
- شِعر/ مها السراج