لكل مجتمع ثقافته الخاصة التي تؤثِّر على منظومة حياتية كاملة، لها أفكارها ومعطياتها وآراؤها ورؤاها التي تحكم أنماطهم السلوكية ووعيهم وتفاعلهم الفعَّال وتعاطيهم المؤثِّر الذي تشكِّل من مخزون معرفي كان له الأثر الحضاري في الوعي الجماهيري بالمجتمع.
واليوم ومع تسارع نبض الوسائل الإعلامية المتعدِّدة ومصادر الخبر ومساحات الرأي الحر التي أتاحت لكل فرد أن ينخرط في هذا العالم المزّمل في قبضةِ شاشةٍ وانفتاحٍ على كل شيء، لذا أشعر أن على كل فرد مثقف واعٍ أن يسلط الضوء بملْمَح من ملامح الوعي الجماهيري في مجتمعنا الغالي لنعمل على تعزيز الوعي الإعلامي لدى المتلقي فالإعلام يتطور ويتقدّم وعلى الجمهور أن يتطور معه بأن يفكك الخطاب الإعلامي ويحلِّل بشكل ناقد ليتحول من متلقي إلى شخص مؤثِّر بالاتصال..
وإن كان ثمة مشكلة فهي ليست في عدم معرفة التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، بل هي في طريقة فَهم هذه الوسائل وذلك عبر تهيئة ثقافة إعلامية مجتمعية ومؤسساتية تركز على التفكير النقدي الذي يعد واحداً من أهم أعمدة التربية الإعلامية والتي أحلم أن تكون منهجاً دراسياً نتاجه جيل إعلامي واعٍ لمجريات ما حوله.
وأقول جيل إعلامي لأن الإعلام ليس تخصصاً فقط ليكون حكراً على فئة معينة من الناس أو النُّخَب، بل لكل واحدٍ فينا فالتربية الإعلامية تتدخل بدورها في تشكيل الفكر والإيديولوجيا
وتشكل نقد الجماهير برفض ظاهرة أو قبولها حتى تصبح قضية رأي عام ولا ننكر قدرة بعض وسائل الإعلام على تزييف الوعي الجماعي للجماهير لنسأل أنفسنا ما دورنا اليوم في تثقيف هذا الوعي وكيف نتخطى التحديات من تدفق المعلومات المغلوطة والصور التي تشتت المتلقي كسبب مدروس لإقناع نسبة كبيرة من عموم الجماهير. ويبقى منهج التربية الإعلامية أمنية وطنية عسى أن تجد قبولاً وسعة.
- إيمان الأمير