* المفردة فاتحة العنوان أعلاه جمع «مهماز» ولا يشك كاتب هذه السطور أن معظم القرّاء الأكارم يعرف معناها ولهذا ومن أجل هذا سأحوم حول حمى تلك المفردة لأستجلي قصدي من ايرادها هنا ولماذا.
* المهماز حسب المعجم الوسيط ما يُهمز به كالمِقرعةِ أو العصا في رأسها حديدة مدببة فيقال همز الفرس بالمهماز. وحسبي هُنا الايجاز حتى لا أدخل في غمار تعريفات متباينة قد لا تنتهي عند الهُمزة اللمزة ولا الهمّاز المشّاء بنميم.
* ما علينا
* قال الشماخ بن ضرار وهو من أرجز الناس على البديهة:
أقامَ الثِقافُ والطريدةُ دَرْأَها
ما قُوِّمَتْ ضِغْنَ الشَموسِ المَهامِزُ
* قُلت: قد لا تستقيم بعض المناشط دون تنشيط بمهمازٍ من أي نوع، إذ المهامز كما أتخيلها أصناف غير تلك الحديدة المدببة أو المقرعة، لكن الذي يعنينا في حكاية اليوم مهماز (معنويّ) ناعم، ليّن هين يسميه البعض بالوعي أو حالة من فهم الوجود وكشف كًنه الواقع.
* أيضا اللاوعي الكامن في خزّان الذاكرة هائل السعة، ربما يُعتبر مهماز آخر لكنه متوارٍ يهمز من تلقاء نفسه دون استدعاء في ديناميكية عجيبة مدهشة. هذا المهماز العجيب يحضر متى شاء ولا يستطيع صاحبه منعه أو إخراس صوته بل ربما تصل قوة تأثيره الى فرض تغيير المفاهيم أو التوجهات أو شكل العلاقة مع الآخر والأشياء أو اكتشاف ابعادا جديدة لم تك في الأذهان. الأبداع الإنساني في كافة العلوم والفنون حسب بعض علماء الاجتماع له موصلات أصيلة مع اللاوعي وربما يمتح من ذلك الخزّان المليء بالتجارب والدروس والفهوم.
* يلوك البعض في مجتمعنا مفردة الوعي بمناسبة أو دون مناسبة ويراها كاتب هذه السطور أحد المشاجب التي يُعلّق عليها (بعض) الرسمي سبب قصور الأداء وربما الفشل في تنفيذ الأهداف. ذلك الرسمي يقصد (بالطبع) الوعي الشعبي الذي يُوصف تجنياً بالمتدني بل أن البعض يُصرّ على أنه (ميح) أو (ماكو) حسب لهجة أهلنا في شمال خليجنا العربي.
* الوعي ذلك المجني عليه يقود غالبا إلى معرفة الفرد واكتشافه أبعادا أخرى لكُنهِ وجوده.
- د.عبد الله إبراهيم الكعيد
aalkeaid@hotmail.com