د. عبدالرحمن الشلاش
من بركات قطع العلاقات مع نظام الحمدين القطري الكثيرة توقف الدعم عن كثير من المؤسسات والجماعات الإرهابية خارج الحدود القطرية، وسقوط داعش في الموصل، وتراجع الانقلابيين الحوثيين في اليمن أمام الضربات الساحقة للتحالف وجنود الشرعية اليمنية.
ومن أبرز الفوائد لقطع العلاقات مع النظام الداعم للإرهاب في قطر انقطاع الشرهات عن الموالين لنظام الحمدين في بعض دول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية. في داخل السعودية وظّف النظام القطري في السنوات الماضية عدداً من الشيوخ والوعاظ والناشطين ومنهم أساتذة في بعض جامعاتنا، وشيوخ لهم طلاب يجتمعون بهم ويلقون عليهم المحاضرات، ويغردون لهم ولغيرهم عبر تويتر.
هؤلاء الموظفون لخدمة الأجندة القطرية الإخوانية واصلوا جهودهم لتنفيذ ما يطلب منهم بعد عودتهم من لقاءاتهم ومؤتمراتهم المشبوهة في الدوحة وإسطنبول تحت ستار وغطاء إسلامي بحت، وهم مجموعة حركية تحت مسميات كثيرة تمرر بطرق خبيثة على الناس. من هذه المسميات الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم وكأن تدبر القرآن لا يمكن تحقيقه إلا في بلاد الحمدين في الدوحة رغم أننا في السعودية لدينا عدد كبير من جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في مختلف المناطق والمحافظات، ولدينا حلقات لتحفيظ القرآن في الحرمين الشريفين وفي كل جوامع ومساجد المملكة. الواضح أن مسمى هذه المؤسسة تحت ظل القرآن لتغطية النشاطات السياسية المشبوهة التي تمارس وتدفع الدوحة مقابلها الملايين ميزانيات ورواتب وشرهات لزوار قطر ليقوموا بعملهم وعمالتهم على خير وجه يرغبه النظام. من هذه المسميات الحركية أيضا مؤتمر علماء المسلمين الذي يعقد سنويا في تركيا برعاية يوسف القرضاوي وتمويل مباشر من حكومة قطر ويدعى له عدد من شيوخ السعودية ذوي التوجه الإخواني، وهم أخوة القرضاوي في الجماعة والمنهج والتوجه.
المعلن في أهداف ومحاور وتوصيات المؤتمر يختلف عن المبطن والمخفى عن الناس، كلها تحركات لتحقيق أهداف كبرى.
يعود هؤلاء من زياراتهم المكوكية لبث سمومهم والوقوف ضد وطنهم بالتقليل من إنجازاته وتهويل السلبيات وترويج الشائعات والأكاذيب لتضليل الناس والتلبيس عليهم، يوهمون السذج بسلامة منهجهم وصفاء نياتهم وهم غير ذلك حيث الخبث وسوء الطوية والتلون والكر والفر. إن كانت الأحوال حسنة اختبؤوا كالجرذان، وإن حدثت أزمة خرجوا لصب مزيد من الزيت على النار!
بعد قطع العلاقات انقطع أي أمل لهم بالزيارات المعتادة، وبعد توقف الرواتب والشرهات انسحبوا من منصاتهم منكسرين والأمل يحدوهم بإعادة العلاقات لتعود معها المميزات المفقودة!.