لقد حطت الإجازة الصيفية رحالها، وستستمر ضيفة عزيزة لعدة أشهر, فمن تأمل في حالها وحال الناس معها وما يتعلق بها من جميع جوانبها فحتماً أنه سيرى شيئاً من كل شيء، فعجبه لا ينتهي, وأمره في حيرة, أسئلة كثيرة، وعناوين عريضة، من أهمها: كيف نقضي الإجازة؟ هل الإجازة نعمة أم نقمة؟ ما هي سلبيات وإيجابيات الإجازة؟ ما هو الهدف من الإجازة؟ ماذا تعني لنا الإجازة نحن المسلمين؟ ولنا بعض الوقفات في هذه الإجازة، ومنها:
إن السفر من الأمور المحببة للنفوس لدى كثير من الناس، وفيه من الفوائد الشيء الكثير إذا كان السفر سفر طاعة أو سفراً مباحاً, وقد جمع هذه الفوائد الإمام الشافعي رحمه الله فقال:
تغرّب عن الأوطان في طلب العلى
وسافر ففي الإسفار خمس فوائد
تفرّج هم واكتساب معيشة
وعلم وآداب وصحبة ماجد
* ينبغي للمسافر أن يستخير الله في صلاة قبل سفره.
* ينبغي للمرء المبادرة بتخليص النفس من حقوق الخلق، فإن المسافر في حال لا يدري أيعود إلى وطنه أم لا؟
* ينبغي للمسافر قبل سفره أن يكتب وصيته.
* لا يجوز السفر لبلاد الكفار إلا لحاجة شرعية، ومن سافر لبلاد الكفار للاستجمام فقط فهو آثم وعليه التوبة، ولا يجوز له التمتع برخص السفر من قصر وجمع للصلوات وفطر في رمضان وغيرها.
* ينبغي للمسافر أن لا يترك أهله ولا يهملهم بالسفر وحده وإن شاءت الظروف أن يسافر منفرداً فيترك النفقة المناسبة حتى يرجع من سفره.
* من السنة أن يودع الأهلُ المسافرَ بالدعاء له بقولهم؛ «أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك»، ويقول المسافر لمن ودعه: «أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه».
* استحباب السفر يوم الخميس، فقد ورد عند البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم الخميس في غزوة تبوك، وكان يحب أن يخرج يوم الخميس.
* دعوة المسافر مستجابة، كما ورد في الحديث: «ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن؛ دعوة المسافر، ودعوة المظلوم، ودعوة الوالد لولده» رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال: حديث حسن، فينبغي المسافر أن يكثر من الدعاء لنفسه ولوالديه وَذُرِّيَّتِهِ والمسلمين.
* يسن للمسافر أن يقول دعاء السفر إذا استوى على راحلته، كما كان يفعل عليه الصلاة والسلام.
* ينبغي للمسافر أن يختار الرفقة الصالحة التي تعينه على طاعة الله، وتذكره إذا نسي، وترشده إذا جهل.
* يسن للمسافر أن يبدأ بالمسجد إذا رجع من وجهته فيصلي ركعتين كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
* ينبغي للمسلم أن لا يطرق أهله ليلاً، فعن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يطرق أهله ليلاً، وكان يأتيهم غدوة أو عشية. رواه مسلم.
* ورد في السنة أن المسافر إذا نزل مكاناً أن يقول: «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق».
* إذا خاف المسافر قوماً فإنه يقول: «اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم».
* ينبغي للمسلم إذا سافر أن يظهر شعائر الإسلام، كالصلاة، والتعامل الحسن، والصدق، والأمانة، والنزاهة، واحترام الآخرين، وغيرها.