«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
جاء الخبر السعيد الذي استقبله ملايين المواطنين بالشرقية وغير الشرقية بل الوطن كله بالفرح والغبطة والاستبشار؛ وذلك لموافقة مجلس الوزراء الموقر يوم الاثنين الماضي على البدء في اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنشاء مدينة صناعية في المنطقة الشرقية باسم «مدينة الطاقة الصناعية»، وتخصيص أرض مساحتها 50 كيلومترًا مربعًا من محجوزات شركة أرامكو السعودية. هذا الخبر يعكس سعي القيادة الحكيمة في توزيع مشاريعها العملاقة في مختلف مناطق ومحافظات الوطن.
ولا شك أن اختيار الشرقية لمدينة الطاقة الصناعية اختيار موفَّق، وأنه جاء نتيجة لدراسات مستفيضة، جميعها أكدت جدارة هذه المنطقة بمثل هذه المدينة التي سوف تكون علامة بارزة في «الطاقة الصناعية» بالمملكة في الحاضر والمستقبل؛ فالشرقية وما تشتمل عليه من محافظات مهمة وفاعلة كالأحساء جديرة بهذه المدينة لأسباب عديدة، أكدتها جميع الدراسات والأبحاث التي سبق أن أعدت لمختلف المشاريع الاستثمارية في الأحساء والمدن الأخرى بالمنطقة.
وجميع هذه الدراسات الاستثمارية أشارت إلى تميُّز المنطقة منذ القدم بخصائص عديدة، منها موقعها الاستراتيجي على الخليج العربي، وقربها من البحر العربي، ولتوافر الطاقة البشرية التي تستطيع العمل في مشاريع المنطقة، ولاعتبارها من أفضل البيئات الاستثمارية في العالم لوجود مصادر الطاقة المختلفة من نفط وغاز ومياه وبحر.. ولسهولة تصدير منتجاتها عبر موانئها الحالية أو ميناء العقير عند تطويره وإعادته كما كان في الماضي الميناء الأول في شرق المملكة في عهد المؤسس - طيب الله ثراه -.
واليوم ووطننا يعيش نهضة صناعية متجددة في هذا العهد الزاهر، عهد الملك سلمان وولي عهده الأمين، عهد الرؤية الطموحة وواسعة الأفق، لا شك أن «مدينة الطاقة الصناعية» بالشرقية سوف تطلق آفاقًا واسعة لاقتصادنا السعودي، الذي بدأ - ولله الحمد - يحصد نجاحاته يومًا بعد يوم.
وكم سعدت وسعد غيري عندما غرد أحد الطلبة المبتعثين في أمريكا مؤخرًا بفخر واعتزاز، والبهجة ترسم علامات السرور على وجهه، وهو يعرض اكتشافه وهو في أمريكا أن بطارية سيارته الجديدة ما هي إلا بطارية من إنتاج سعودي.
وكتب عليها «صنعت بالسعودية». وقبل عقود أذكر أنني كتبت خبرًا للصحيفة التي كنت أعمل فيها سابقًا بأن إحدى دول الخليج المجاورة قد تعاقدت مع أحد مصانع المكيفات بالمملكة لاستيراد ألوف من المكيفات السعودية. وبات المنتج العودي يغزو أسواق العالم بل يحصد جوائز جودة عالمية.
من هنا فسعادتنا كبيرة وفرحتنا أكبر كلما أُقيمت في بلادنا الحبيبة مدن صناعية.
ولا شك أيضًا أن الاقتصاد السعودي بدأ يجني ثمار خططه وبرامجه الاقتصادية؛ فالعديد من منتجاتنا الزراعية والغذائية تصدر للعديد من الدول الخليجية والعربية والإسلامية وحتى العالمية.
لعل ذلك كافيا أن نقول إن إنشاء مدينة للطاقة بالشرقية لهو ضربة معلم، وخطوة في الطريق السليم.. فالشرقية قبل وبعد جديرة بالتقدير والتكريم؛ فمنها تفجّر خير الوطن في ظل حكومة خير وعمل، وأمة عظيمة.