«الجزيرة» - المحليات:
أشاد وزير الثقافة والإعلام معالي الدكتور عواد بن صالح العواد بالجهود الفعالة التي يقوم بها مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات الذي تم تأسيسه من قبل المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا ومملكة إسبانيا بمشاركة الفاتيكان كعضو مراقب مؤسس، حيث يعمل بدأب وحراك حواري على بناء الجسور بين الثقافات والشعوب على مختلف الأصعدة، كما يعمل على تعزيز ثقافة التواصل والتعايش الإنساني مشكلاً بذلك واجهة حضارية لتعزيز التعايش بين الشعوب، ومحققاً خطوات متميزة من أجل إثراء الحوار العالمي بما يخدم قيم السلام والتعاون.
جاء ذلك خلال زيارة معاليه والوفد المرافق لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات أمس الأول بمقر المركز بالعاصمة النمساوية فيينا حيث كان في استقباله معالي الأمين العام للمركز الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر.
وأعرب معالي وزير الثقافة والإعلام عن أمله في أن يواصل المركز جهوده الرامية إلى إحلال الحوار محل الصدام، والتعايش محل الصراع، مؤكداً في الوقت نفسه على أن عالم اليوم أصبح يحتفي بالقوة الناعمة للثقافات، وما تحدثه من تأثير معرفي وثقافي على مختلف الأمم والشعوب، وأن عالم اليوم يزدهي أكثر بثقافة السلام والاحترام ترسيخاً لقيم التعاون التي تفضي إلى إقامة مجتمعات مستقرة بعيداً عن قلق الحروب والتوتر ومناطق الصراعات. والحوار والثقافة سبيلان مهمان من سبل السلام في مختلف أنحاء العالم، وأكد على أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، تقوم برعاية ودعم مبادرات متنوعة لمكافحة التطرف والإرهاب، ومن أهمها إنشاء مركز الملك سلمان للسلام العالمي والمركز العالمي لمكافحة التطرف (اعتدال) ومركز الحرب الفكرية.
من جانبه رحب معالي الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر بزيارة الدكتور عواد بن صالح العواد وزير الثقافة والإعلام، رافعاً شكره وتقديره للدعم الكبير الذي يحظى به المركز من قبل المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ومن الدول المشاركة في التأسيس جمهورية النمسا ومملكة إسبانيا والفاتيكان، ومن أعضاء مجلس الإدارة الذين يمثلون 70 في المائة من الأديان والثقافات المعتبرة، معتبراً أن هذه الزيارة سوف تعزز من الأبعاد الثقافية والفكرية التي يعمل عليها المركز إلى جانب أنشطته وبرامجه الهادفة لبناء السلام والتعايش بين أتباع الأديان المتنوعة في العالم وخصوصاً في مناطق يسودها التوتر بين الجماعات الدينية المتنوعة، والوقوف عبر السبل المتاحة أمام استغلال التعاليم الدينية لتأجيج الصراع والكراهية والعنف باسم الدين.
وأوضح ابن معمر الذي قدم شرحاً موجزاً لمعالي وزير الثقافة والإعلام حول برامج المركز وهيكليته الإدارية أن المركز يهدف من برامجه إلى التأكيد على مبادئ السلام والتعايش، وعلى إثراء وتفهم مقاصد القواسم المشتركة بين الأديان والشعوب، وأنه يولي مفهوم التعايش قدراً كبيراً من نشاطاته بحيث يشكل هذا المفهوم إطاراً رحباً واسعاً يتسنى له احتضان مختلف القيم والثقافات ويحترم اختلافاتها الدينية والثقافية.
مما يذكر أن مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات قد تأسس في العاصمة النمساوية فيينا في نوفمبر 2012 م وقد عقد عدة لقاءات ومؤتمرات ركز فيها على مناقشة القيم المشتركة بين أتباع الثقافات والأديان، وعلى القواعد الأساسية للحوار العالمي التي تؤكد على تعزيز التعايش والتعاون والتفاهم ونبذ العنف والتطرف والدعوة إلى حوار دائم يفضي إلى سلام وتعاون حقيقي بين الأمم والشعوب.
وعقد من أجل هذه الأهداف مجموعة من المؤتمرات الدولية شارك فيها قيادات سياسية ودينية ومفكرون من مختلف أنحاء العالم.
ويتولى المركز مواصلة التنسيق بين المؤسسات الدينية والحوارية المختلفة في المنطقة العربية لتحقيق أهدافها المشتركة التي تعزز من مبادئ التعايش والأمن والسلام، ولتعزيز التواصل بين المؤسسات الدينية والأفراد لمساندة جهود صناع القرار السياسي لترسيخ الأمن والسلام، كما ينفذ المركز برامج متعددة على تدريب الأفراد المنتمين لمؤسسات دينية على المساهمة في بناء السلام عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وكذلك برنامج الزمالة الدولي، وإقامة منصات للحوار بين المسلمين والمسيحيين في المنطقة العربية ومع غيرهم في مناطق متعددة.