أمل بنت فهد
لا شك أن إرضاء الناس مهمة مستحيلة.. وحين يكون محور النقاش ذاتك.. فإن رأي الآخر مشكلته وحده وليست مشكلتك.. والمهم فعلاً أن يكون لك رأي حقيقي عن نفسك.. وقليل من يعرف قيمة نفسه.
أما حين تعتلي كرسي القيادة.. فإن إرضاء الناس وخصوصاً المستفيدين من خدمات المنشأة التي تقودها.. مهم جداً.. بل هو مؤشر دقيق وحساس.. يحكي فعلياً عن قدرتك في القيادة.. ومدى نجاحك المهني.. إنه أصدق ميزان يمكنه أن يقدم مستواك المهني.. والقيادي.. وبالطبع هي سلسلة محكمة الترتيب والترابط.. فالموظف الذي لا يأخذ حقه.. ولا يشعر بالرضا الوظيفي.. فإنه غالباً لن يقدم خدمة ذات مستوى لائق.. لذا عليك أن تعرف ماذا يحدث لجمهورك.. وماذا يقول.. وكيف تتم خدمته.. فإن وجدت تذمراً يفوق المعدل الطبيعي.. فانظر إلى وضع الموظفين لديك.. ما الذي يجعل الحماس والأمانة والإبداع تنسحب منهم.. وتأكد أن النجاح والإبداع والتميز غاية لا تكاد يخلو منها بشر.. فالإنسان يرفض الهزيمة حتى في لعبة.. فكيف بمسيرته المهنية!
القيادي السعودي.. من الوزير إلى مدير أصغر وحدة.. لا يمكنه أن يفوت فرصة الخط الساخن والمتمثل في مواقع التواصل الاجتماعية.. خصوصاً تويتر.. وإن فوت الفرصة فإنه بصراحة يغض الطرف عن أصوات يمكنها أن ترفعه أو تنسفه.. ولدينا نماذج مشرفة.. من وزير.. أو ناطق رسمي.. تفاعلهم يحكي عن شجاعة القيادي حين يكون واثقاً مما لديه.. ومستعد لإصلاح الخلل.
مع أن البعض تجاهل مواقع التواصل.. وربما تهرب منها.. لكنه قطعاً سيخسر الكثير.. ولن يقدم شيئاً يُذكر.. أو أنه يفضل العمل بصمت.. وهذا خطأ في التسويق الناجح.. فأنت لست في مهمة خيرية خاصة بك.. لتعمل سراً.. بل أنت في مهمة وطنية اجتماعية.. ومجبر على شرح ما تقدمه.. وتلك ضريبة القيادة.. بل هي ميزة القائد الذكي.
ذهبت وظيفة الإعلام ذات الاتجاه الواحد.. وأصبحت العملية بالتبادل تُدار.. مرة لك ومرة للجمهور.. وبات التخفي والتستر مستحيلاً.. ومهدداً بالنور.. لذا أنت بين خيارين.. إما أن تقدم أفضل ما عندك.. أو أن الجمهور سيتولى مهمة إسقاطك من كرسي لم تفهم أنه خدمي.. وليس تشريفاً.
لن أذكر أحداً باسمه.. حتى لا أبخس الآخرين حقهم.. فشكراً لكل قائد استمع.. وقدم.. وتفاعل.. ولم يتجاهل نداء المواطن.. أو أفكاره.. أو ملاحظاته.. أو استيائه.. نحن مقبلون على مرحلة إصلاح تشاركية.. بين المواطن والمسؤول.. لخدمة الوطن.. ورفعه إلى المكانة التي يستحقها منا.