فوزية الجار الله
يبدو أنه أحد أقدارنا التي لامفر منها أن يجد أحدنا نفسه غارقاً من أخمص القدمين حتى آخر شعرة في الرأس بوسائل التواصل التكنولوجية الحديثة، بحيث يصبح جهاز الكمبيوتر مؤسسة تحوي أضابير وملفات الأعمال المختلفة باستخدام غرف وأدراج متنوعة، فهناك ما يستكين على سطح المكتب وأخرى تحتل موقعاً في الإيميل باعتباره موقعاً آمناً، إلا أن هذه القناعة الأخيرة اهتزت لدي هذا اليوم الذي أكتب لكم فيه هذه السطور، أستميحكم عذراً في ذكر هذه الحكاية التي تبدو في ظاهرها شخصية لكنها قد تكون مفيدة للجميع،
هذا اليوم حدث لي أمر مؤسف جداً، لدي أكثر من إيميل، يتصدرها «الهوتميل» الذي سجلت فيه حساباً منذ خطواتي الأولى عبر الانترنت، ومنذ فترة ليست بالقصيرة نسيت كلمة السر (الباسوورد) وانغلق الإيميل عملت جاهدة في محاولات لاستعادته واستعدته.. ثم غيرت الباسوورد ونسيتها مرة أخرى.. لكنني كنت مطمئنة إلى أنني سوف أستعيده يوماً وقد حاولت أكثر من مرة إلا أن الأمر كان يطول معي، هذا الصباح حاولت استعادته فاستعدته فوراً لكن لم تكتمل هذه البهجة،.. فوجئت باختفاء جميع الرسائل المحفوظة داخله بما في ذلك قصص وحكايات وصور إضافة إلى الملفات التي كنت قد وضعتها لتنظيم البريد.. أين اختفت الرسائل وهل سأجدها ؟ هذا البريد هو أقدم بريد لدي ويحوي الكثير من الرسائل والذكريات والمواد المهمة..
وإذا صح أن الرسائل قد اختفت تماماً فهذا يعني أنه لاثقة بموقع «الهوتميل».. ولازال البحث جارياً عن حل. آمل أن لاتصدق توقعاتي وأن تعود الرسائل المفقودة.
لحظات معه
منذ فترة عند صدور مجموعتي القصصية «لحظات معه» ذهبت إلى إحدى المكتبات الشهيرة التي سبق أن تعاملت معها في تسويق كتابي الأول والثاني، لكن هذه المرة اختلف الوضع وتغيرت الأحوال، حضر لمقابلتي مسؤول المبيعات وهو من إحدى الجنسيات العربية، يومها لم يكن قد مضى على عودتي من بريطانيا كثيراً من الوقت، حيث انقطعت بسبب هذه الرحلة قليلاً عن المجتمع المحلي لمدة 3 سنوات تقريباً، فوجئت بالمسؤول يعرض علي أنهم سوف يسوقون الكتاب مقابل خمسين في المائة من ثمنه!.. ثم اعترض على السعر الذي لم يكن مرتفعاً إطلاقا متسائلاً لم لا أقوم بتخفيضه؟! ولأنني قد ذكرت له جزءاً من سيرتي الأدبية وغيابي القصير، طفق يحدثني عما هو موجود حالياً قال: أنت تعرفين الشباب من الجنسين أخذوا ينشرون عبر التواصل الاجتماعي ثم يجمعونها ويضمنونها كتاباً أي أن الكتابة أصبحت متاحة للجميع، لا أعلم لماذا انتابني أثناء حديثه معي شعور بأنه يراني شبيهة بأهل الكهف الخارجين للتو إلى الحياة!! حين خرجت طاف بذهني تساؤل حتى هذه اللحظة: هل نعيش زمن التردي الثقافي؟!