سعد الدوسري
تمكّنتْ تقنيةُ المعلومات من تحييد، أو ربما إلغاء بعض المظاهر التي كان الأفراد أو المجموعات يضطرون لاستخدامها، للتعبير عن ذواتهم أو احتياجاتهم. ومن أهم ما نجحت هذه التقنية في إلغائه، هو الإعلام التقليدي بكل أشكاله. فلم تعد الجماهير محتاجة له، لكي توصل قضيتها أو همومها.
قبل 25 سنة، هل كان هناك مَنْ يتخيل أن تقوم المسيرات المؤيدة أو المعارضة، في أي بلد من بلدان العالم، دون أن يتحرك الناس من بيوتهم؟!
لا، لم يكن أحد يتخيل ذلك، على الرغم من أنه في نفس الفترة، كانت هناك تجارب للاستنساخ وللهبوط على المريخ ولانتقال المواد الصلبة عبر الأثير وللقضاء على الخلايا السرطانية، مما يؤكد أن التقنية المعلوماتية، هي أكثر المنجزات العلمية التي حققها العقل البشري، والتي مكنتْ الإنسان من تأدية كل أعماله المحلية والدولية، ومن ترفيه نفسه، والتواصل مع كل معارفه ومحبيه، ومشاهدة كل ما يحدث في الكون، وهو في غرفة معيشته. والأهم من ذلك، أن يشارك في المسيرات الجماعية، بضغطة زر، ثم يعود للنوم، ويكون بذلك عنصراً مشاركاً في المسيرة، سواءً كانت للتأييد أو للمعارضة.
لقد جاء «الهاشتاق»، والذي تمت ترجمته إلى «الوسم»، كمسيرة إلكترونية، يمشي فيها من يشاء، دون أن يغادر مكانه. وعلى كل مسؤول يرغب في التطوير والإصلاح، أن يتابع هذه المسيرات، ففيها المقترحات البناءة والعتب والأمل والألم.