جاسر عبدالعزيز الجاسر
يتحدث كثير من المحللين الإستراتيجيين عن الجيل الرابع في الحروب، ويذكرون أن الدول الكبرى والدول الصغرى، على حد سواء، استثمرت التطور التقني للالكترونيات والاتصالات، وبدأت في تكوين جيوش إلكترونية تحقق نتائج تفوق ما تحققه الجيوش العسكرية في ميادين القتال، وبدلاً من أن ترسل عشرات الآلاف من المقاتلين مدججين بالأسلحة ومزودين بالدبابات والصواريخ تغطيهم مئات الطائرات الحربية تجمع أقل منهم وبنسب كثيرة وتجلسهم في مكاتب تحوي أجهزة كمبيوتر تشغل مراكز اتصالات، بل وتتداخل مع المعلومات التي تحرك البنوك والخدمات والأجهزة الأخرى، والأخطر من ذلك تربك وتشغل العقول وتشوش الأفكار.
قطر لم تغفل هذه الفرصة، فقد وجد جماعة الأربعة الحاكمة هناك ضالتهم في توظيف التقنية الإلكترونية لتحقيق أهدافهم الشريرة في إرضاء حقدهم وغلهم على جيرانهم وأشقائهم وتعويض النقص الذي يشعرون به، وبدلاً من أن تعتمد على جيش من أبناء الوطن وتحسن تدريبهم وترفع من مستواهم، بدلاً من الاعتماد على تجنيد المرتزقة وضم مجندين من دول آسيوية وإفريقية، مهملين أبناءهم، اتجهت جماعة الأربعة الحاكمة إلى تكوين جيش إلكتروني من ثلاثة وعشرين ألفاً جندتهم لنشر الشائعات وتوجيه الأكاذيب صوب الدول المستهدفة، وجميعها من الدول العربية المجاورة، لهذا الجيش الإرهابي الالكتروني الذي يتجاوز الجيش القطري، بل وكل قوات قطر المسلحة من جيش وشرطة ومخابرات؛ إذ يبلغ عدد قوات قطر المسلحة، حسب ما كشفه المعهد الملكي البريطاني الاستراتيجي، عشرة آلاف فرد، وأن نسبة المواطنين القطريين في هذه القوات لا تتعدى العشرين بالمئة، ورغم كل الإغراءات المقدمة للآسيويين والأفارقة للانضمام للقوات المسلحة، إلا أن تلك القوات لم تصل بعد إلى نصف الجيش الالكتروني الإرهابي القطري الذي أوضح وزير الثقافة والإعلام في المملكة بأن تعداده ثلاثة وعشرون ألفاً، مهمته نشر الشائعات والأكاذيب، ونشر وتعميم «تغريدات التويتر» وعبر وسائل الاتصال الاجتماعي.
ومن بين هذا الجيش الإرهابي من يتعاملون مع جماعة الأربعة الحاكمة في قطر والذين يتوافقون معهم في الكيد والتآمر على وطنهم لتبنيهم نهج وفكر «الإخوان الإرهابيين».
الثلاثة وعشرون ألف إرهابي ضمن جيش قطر الالكتروني ليس جميعهم مقيمين في قطر، بل يتواجدون حتى بيننا بعد تجنيد من لهم هوى إخواني، وبطبعهم كارهون للوطن وللدين الصحيح فاحذروهم، بل يجب حذف حسابات هؤلاء الخونة الذين يتعاونون مع الإرهابيين للإضرار بالوطن.