أشعلت الصواريخ السوفيتية في كوبا آنذاك أزمة خطيرة بين قطبي العالم حينها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي المنحل والتي هدّدت بدورها الأمن والسلم العالميين والتي تم تفكيكها بعد أن كادت أن تشعل حرباً مدمره لا تبقي ولا تذر.. فأبقت الولايات المتحدة الأمريكية القطيعة الدبلوماسية على كوبا نظراً لما يمثِّله النظام الكوبي من تهديد مباشر للأمن الأمريكي حينها.. هذه القطيعة التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية مع كوبا والتي تمثِّل حق سيادي يتناسب مع حجم التهديد الذي مثّله النظام الكوبي حينها والعداء المكشوف الذي أظهرته كوبا للولايات المتحدة الأمريكية والتي استمرت لقرابة الـ50 عاماً هي نفسها القطيعة التي اتخذتها الدول العربية الأربع مع نظام قطر الذي تم الكشف عن وجهه القبيح الداعم والراعي والمخطط للإرهاب وإذا ما كانت أزمة الصواريخ الكوبية حدثت نتيجة انحياز كوبا مع الاتحاد السوفيتي على أمن وسلامة الولايات المتحدة الأمريكية فإن أزمة الإرهاب الذي تدعمه وتتبناه قطر لم يسلم منه أولئك القطبان في أزمة الصواريخ الكوبيه وهما الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الوريث للاتحاد السوفيتي المنحل، حيث تضع روسيا تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي في قائمة التنظيمات الإرهابية لديها وهذا التنظيم الإرهابي هو نفسه من تدعمه وتحتويه قطر وأهم عناصره هو المفتي العام لقطر التي تقيم في نفس الوقت مع روسيا غير عابئة بعلاقات دبلوماسيه وهي تقع تحت طائلة الإفتاء لهذا التنظيم الإرهابي لدى روسيا وإن كنا لا نستبعد أن تكون هناك إجراءات روسية احترازية مرتقبه وقويه تجاه ذلك..!
وإذا ما ذهبنا إلى ما تمثّله قطر من تهديد للولايات المتحدة الأمريكية فحينها يجب البحث والتقصي عن مسار صاحب فكرة هجمات 11 سبتمبر الإرهابية وعلاقته، بل وإقامته في قطر قبل تنفيذ الهجمات الإرهابية الشنيعة في الولايات المتحدة الأمريكية فلم تكن الولايات المتحدة الأمريكية هي المعنية في المقام الأول من تلك الهجمات بقدر ما هو الوصول لإحداث شرخ في علاقة الحلفاء المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية مع الولايات المتحدة الأمريكية عبر إشعال فتيل أزمة مرعبة كون قائد الهجوم الإرهابي يحمل الجنسية المصرية وعدد من الإرهابيين يحملون الجنسية السعودية لتتبنى قناة الجزيرة إذاعة وبث أشرطة القاعدة وزعمائها حصرياً على مرأى من العالم، وهنا لا عجب في حصريتها في البث لأشرطة زعماء القاعدة خصوصاً أنها قناة قطرية والرأس المدبر لهجمات 11 سبتمبر قد كان في قطر.. ولا غرابة أن يكون قد تم تلقينه فكرة هجومه الإرهابي قبل مغادرته قطر..!
وعندما باءت تلك المخططات القطرية بالفشل في إحداث شرخ في العلاقات الأمريكية السعودية المصرية انحازت حكومة قطر المتطرفة لخطه بديله من خلال تسليط قناة الجزيرة القطرية.. على المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العرببة وجميعنا نعلم ما سببته هذه القناة من جروح في الشارع العربي والمصري خصوصاً والتي تمثِّل امتداداً لمخططات النظام الإرهابي في قطر والذي يتخطاها لدعم المنظمات الإرهابية لإشعال الحروب وزعزعة الأمن والاستقرار في انتهاك صارخ لأمن وسيادة الدول في المنطقة.. وبالتالي تهديده المباشر للأمن والسلم العالميين..!
** **
- عبدالله بن منيف الحبيل