هل وفق للصواب. أم جانب المعري:
الدّهرُ كالدّهرِ والأيّام واحدة..
والنّاسُ كالنّاسِ والدّنيا لمن غلبا
لا..لا أحسب!
فالناس بينهم تفاضل في المنزلة كما أن بينهم بينٌ في التأثير..
فكم من رجل في أُمة وعت من خلفه
وكم من نموذج أفاق أرتالاً ممن حوله إلى النجاح في الحياة.. يوم وجدوا به النبراس.. المفيق للهمم
اليوم يا قوم نفتقد أحد اولئك، ممن تعلمنا منهم منقبة (الصبر) وتقبل أقدار الله.. بكل ترحاب
فلا ضجر أو تشكٍ ولا تذمر أو تبكٍ
بل ذات على الأهوال وتقلب الأحوال ثابتة..
نقدم عنها (فقط) لأن تعداد أولئك قليلُ
بل أجزم أنه داخل في زمرة الذين نادرا ما تلفى نوعيتها..
فالطيبة عنوانه والابتسامة سحنته، فيما اللطف والترفق هما رفيقاهُ
قضى وطرا من عمره أو (غالب)العقد الأخير تنقلا تنقلا بين المستشفيات، لكني أكاد أجزم أن قليلين.. أو فقط من يتطقس عن حاله عن كثب من يعلم ذاك عنه
إذ لم يكن يشكي ولا عليه من أثر الداء ما يكاد يبين، لأنه يغالب نفسه، صبورا جلدا، وكأن قد ربّي على التحمل والتحامل..
حتى أُقارب أو أجزم أنه وهو بين قوسي وفاته من تفاجأ برحيله، لما عهدنا منه مع التماسك/ الحرص على لقاءات دورية الأسرة، بل ولا يتخلف عن دوره بتلكم الاجتماعات مطلع كل شهر، التي كان قوامها من حسنات من داوم عليها (مثله)..
((أبو مطلق)) انطلق بذاته إلى المكرمات فأحسبه بلغها، وبمثل ما انطلق بهمته إلى ما عند ربه، فنبتهل إلى المولى أن عساه ينالها، وأقصد (منزلة) ما أعدّ للصابرين ممن لربهم منيبين/
هذه أسطر متواضعة بحق ابن العم (وابن خالي وأخي من الرضاعة):
عبدالرحمن بن مطلق العبدالعزيز بن عبدالمحسن المطلق الذي انتقل لرحمة الله فجر اليوم الاثنين الماضي.
بحق سيفقده الوصل إذ كان همزته وستفقده الحبابة إن كانت من خلاله مرتع
وسيفقد أرتال أهل ودّ حظوا ذات يوم بصدره الواسع ولطفه الماتع وترفقه الذائع وسنائه الشائع.
أختم بما ينفعه اليوم أكثر وما هو محتاج إليه (الدعاء) له مذكرا بهذا كل محب له وفاقد وقد مضى حبيبنا إلى الكريم سبحانه
فربي بجودك تلقاه وأكرم وفادته ومثواه وأفض عليه برضوانك وجلله برحماتك
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وثبته وأسكنه الفردوس الأعلى ووالدينا
** **
- عبد المحسن بن علي المطلق