تسعة عقود، هي حصيلة رائد التنوير، ومشعل العلم والتقى والمعرفة الشيخ الفقيد العم عواض بن حمود السالمي الثقفي، شيخ شمل العياسى من بني سالم من ثقيف، وأحد رجالات الرأي والحل والعقد وصلح ذات البين وصاحب التقويم المدري الشهير عليه رحمة الله تعالى. تسعة عقود قضاها متفانيا في خدمة دينه ثم مليكه ووطنه وأحبائه، وقد سبق لنا منه المودة و(الصفاء)، ووجب له منّا المحبة و(الوفاء). كيف لا، ونحن شهود الله في أرضه.
كليمات قليلة لا تفي بالقدر والمقام، ولكنها تشي بالتبجيل والاحترام.
.. يالله ياللي تخلف العلم وتعيض
منك العوض عن كل هاتيك الأغراض..
.. يا واحدٍ ما دون وصله معاريض
ولا يطول حماه مسعى ومركاض..
.. الوصل.. في سجده وفي صومك البيض
والقرب بالخشية وفي دمع الألحاظ..
.. سالك تخفّف صولة الحر والقيظ
على الضيوف اللي غدوا تحت الأنقاض..
.. اللي تقاضوا نحبهم بالتفاريض
واللي تفانوا في مصاناة الأعراض..
.. واغفر لهم ما زل من دون تعريض
واكتب عظيم الأجر في دفع الأمراض..
.. واليوم جوك ضيوف والعدّ قد غِيض
وانت الذي تستر على العدّ لا غاض..
.. العيد حلّ وجاك للشعر تهييض
والقاف مني عاند الحرف ماهاض..
.. يا كيف ابكتب والفكر دون تحريض
ويا كيف اعيّد يا عرب دون عواض..
.. الشامخ.. اللي فيه للوجه تبييض
والمنهل.. اللي كل من جاه يعتاض..
.. والمنبع.. اللي فيه للحرف تقريض
والمرقب.. اللي يقصده كل هيّاض..
.. والعابد.. اللي قام ليله بترييض
في طاعة الله.. مير.. قايم وريّاض..
.. والعاقل.. اللي ما نزع للتخاويض
يرفع شليله عن مجاراة الألفاظ..
.. والعارف.. اللي معه للشور تفويض
من زود حبه.. يصبح الخصم والقاض..
.. والصادق.. المصيون عن كل ما خيض
حاشاه مثله لا تدنّى ولا خاض..
.. والليـّن.. اللي كلمته دون تغليظ
والحازم.. اللي ما يحذّر على الفاض..
.. والنادر.. اللي لا نصح جاك توميض
زبن الخلاصة ما تمادى فالأوعاظ..
.. والماضي.. اللي حاضره زاد تنهيض
والوافي.. اللي حاضره يسند الماض..
.. مشعِل ظُـلمها يوم دفع الأباهيض
هو رائد التنوير في عصر الأغلاظ..
.. روّض لنا صفوات الأجيال ترويض
من عقب غفوتهم.. دعاهم للايقاظ..
.. يوم انها الأتراب تلهى مراكيض
فكره ثنى للعلم ما جاه الإغماض..
.. ياوالله اللي رافقوه المحاظيظ
من عاش عصره.. حظّه اليوم نهّاض..
.. لا شك مثله ما يجي عنه تعويض
يوم ان غيره بأسهل الأمر ينعاض..
.. عنـّا ترجـّل عن جواده بلا ريض
عقب الولي من يبرِد الجو لا قاض..
.. راح وتركنا جعل ماهوب للغيض
يالله عسى مثله.. فلاهوب يغـتاض..
.. يهنى وينزل في جنانٍ معاريض
جنات عدن اللي طويلات وعراض..
.. في صحبة المختار يلقى التعاويض
وعساه بالفردوس جذلٍ ومعتاض..
.. وأزكى صلاة لسيّد الخلق.. وتفيض
بعداد ما يتلو من الورد حفاظ..
.. واليوم جدران الحنايا مقاويض
يالله ثباتك من عنا القلب لا فاض..
.. حزني تطاول يوم الاثنين.. ويغيض
والقلب من فقد العزيزين مغتاض..
.. كلٍ يعاض.. وفقده اليوم ما عيض
وكلٍ غدا مثلي.. يعـزّا بـ عواض..
شعر: عادل بن حميّد بن حامد السالمي الثقفي - (عز الرهيد)