عبدالله العجلان
كنت أتابع تصريحات وتحركات ونجاحات الأمير نواف بن سعد منذ أن كان عضوًا في اتحاد الكرة، ومسؤولاً عن منتخبات الفئات السنية، وأتذكر وقتها أنني كتبتُ مقالاً عن هدوء وعقلانية وحكمة سموه حينما ترأس وفد المنتخب الأول في مباراته المصيرية أمام العراق في العاصمة الأردنية عمَّان ضمن التصفيات المؤهلة لمونديال 2002 م في كوريا واليابان، واصل تميزه وتألقه إداريًّا بعد أن أصبح نائبًا لرئيس الهلال، وكان له دور بارز في البطولات والإنجازات التي تحققت للهلال بداية عهد إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد، أما عودته رئيسًا للهلال فكانت بمنزلة النقلة اللافتة للنادي بكل مكوناته وألعابه وأسلوب إدارته وطريقة تعامله مع الإعلام ومع الأندية ومختلف المؤسسات الرياضية.
ما حققه الهلال تحت إدارته في السنتين الأخيرتين، سواء على صعيد التنظيم الإداري والإنفاق المالي ومستوى ونوعية تعاقداته وعلاقة النادي وتواصله مع أعضاء شرفه ومنسوبيه وجماهيره، أو من خلال بطولاته الأربع المتنوعة، ورزانة تصريحاته وتعامله كرئيس مع الجميع، يجسد بالحقائق والأرقام مدى تأثير الأمير نواف، وبراعة قيادته، ومقدار حبه وعشقه وإخلاصه لناديه، كما يمثل نموذجًا للرئيس الذي نريده لأنديتنا، وبخاصة الجماهيرية منها.
لم يركن الأمير نواف للراحة والاسترخاء، ولم يكتفِ ويتغنَّ ويتباهَ بالبطولات الكبيرة، وتحديدًا الدوري، بل تفرغ في الفترة الماضية لإعادة ترتيب النادي إداريًّا، وقبل وأهم من ذلك ماليًّا، بإنهاء جميع ملفات وقضايا الديون المحلية والدولية، وحسم التعاقد مع المهاجم الفذ عمر خربين، ومع الحارس المعروف علي الحبسي، وتمديد عقد البارع إدواردو حتى نهاية 2020م، وأنهى بنجاح وبهدوء أكثر من صفقة محلية مهمة. هذه وغيرها أثبتت أنه عاقد العزم على تأسيس مرحلة مختلفة وصناعة هلال جديد قوي، يحافظ على القمة، ويواصل الزعامة.
هنيئًا للهلال ولنا وللأندية وللرياضة السعودية بوجود رئيس بشخصية وعقلية وفكر ورقي وإمكانات الأمير نواف بن سعد، وكثَّر الله من أمثاله في أنديتنا ورياضتنا ومجتمعنا وقطاعات ومؤسسات الوطن عمومًا.
قراراتكم حبر على ورق!
يقول رئيس لجنة الاحتراف حمد الصنيع في تصريح صحفي إن اللجنة ستطبِّق في فترة تسجيل الصيف الحالية النظام نفسه المعمول به الموسم الماضي؛ إذ لن يسمح لأي نادٍ بالتسجيل إلا بعد سداد الديون المترتبة عليه والمحددة حسب ترتيبه في الدوري ما بين 40 مليونًا و50 مليون ريال، إضافة إلى تقديم مسيرات الرواتب لكل ثلاثة أشهر، وإلا ستطبَّق عليه العقوبات والغرامات المالية والحرمان من التسجيل فترة واحدة.
أحترم ما ذكره الصنيع، ونثمن له تشديده على تطبيق لوائح وتعليمات اللجنة، ونتطلع إلى أن نراها على أرض الواقع، وعلى الجميع بلا استثناء أو تدخل أو تمييز نادٍ عن آخر، لكن في تقديري، وعلى ضوء ما جرى غير مرة، وفي أكثر من موقف من تسهيلات ومجاملات لأندية بعينها، وآخرها فضيحة تعليق قرار مركز التحكيم الخاص بمنع النصر من التسجيل في الفترة الصيفية، لا أظن أن ما قاله رئيس اللجنة سينفذ، وستقوم الأندية إياها بالتسجيل رغم الأرقام المهولة لمديونياتها، التي تم اعتمدها والإعلان عنها الموسم الماضي، ولم تُتخذ بشأنها أية إجراءات أو مبادرات لسدادها أو تسويتها، أو على الأقل تقليصها، بل الأكيد أنها تراكمت وزادت عن ذي قبل نتيجة الاستمرار والتوسع في الإنفاق وإبرام الصفقات الجديدة، وتجديد العقود..!
لمزيد من الانضباطية والعدالة في تطبيق الأنظمة، وبخاصة في موضوع الاحتراف المؤثر على مسيرة الكرة السعودية أندية ومنتخبات، وحتى لا تفتح لجنة الاحتراف على نفسها أبواب الاستثناءات والتنازلات المدمرة لها ولسمعتها وثقة الجميع بها، ولضمان نجاحها واحترام قراراتها، نتمنى من الخبير حمد وزملائه في اللجنة في مستهل عملهم الحساس أن يتعاملوا مع لوائحهم بحزم وأمانة، وبالشكل الذي يحمي الأندية نفسها من عبث إداراتها وفوضوية إنفاقها لمجرد الاستعراض وتحقيق بطولات الهياط والفشخرة على حساب استقرار وبناء وحاضر ومستقبل أنديتها.