فهد بن جليد
بحلول العام 2025م يُنتظر أن يستبدل 90% من مُستخدمي الهواتف الذكية أجهزتهم، بالنظام الجديد (للهواتف الخارقة) المُزودة بتقنية الذكاء الاصطناعي، وهي حزمة هواتف مُذهلة ومُخيفة لأنظمة جديدة خارقة الذكاء -بالحس الإدراكي والفكري والحاسوبي- لتنفيذ مهام مُستحيلة لا يمكن تخيلها وتصديقها الآن، بفضل الثورة التكنولوجية والتقنية الهائلة والمُتسارعة لهذه الأنظمة.
شركات مثل أبل وهواوي تتسابق الآن -بحسب تسريبات صحفية غربية- لضمان حصة مُناسبة في ثورة الخوارزميات الجديدة، حتى لا يُصيبها ما أصاب شركات الجيل الأول من الهواتف المحمولة مثل (نوكيا - وأريكسون) عندما لم تستشرفا العصر، ولم تواكبا التطور المرتقب وتلبيا احتياجاته، واعتمدتا على مبيعاتهما الواسعة في ذلك الوقت، الجانب المظلم هنا أنَّ التقنيات الجديدة تُهدد بمزيد من المشاكل (للعقل البشري) الذي بدأ الاعتماد عليه يقل تدريجياً لصالح الاستخدام الخاطئ للتقنية، وهو ما يتطلب ضرورة وجود التزام أخلاقي، ومعيار إنساني، لدى المُطورِّين والمُصنعين في هذه المعامل، للحفاظ على طبيعة البشر الإدراكية مع استحواذ هذه التقنيات على طرق التفكير، وإلغاء بعض خطوات تنشيط الذاكرة.
العلماء في جامعة كامبردج طوَّروا تطبيقاً جديداً هو الأول من نوعه، يُساعد على تفادي أعراض التراجع الإدراكي وعلاجها، وهذه أخبار مُفرحة مع تزايد أعداد المُصابين بين صفوف الشباب بألزهايمر والخرف المُبكر نتيجة الاعتماد على مُنتجات وتطبيقات الثورة التقنية والإلكترونية المُرعبة التي تُسبب الشيخوخة المُبكرة، فالبريطانيون نجحوا في ابتكار لعبة إلكترونية تُساعد على تنشيط وتدريب المُخ، وتحفيز واستعادة الذاكرة والمعلومات بنسبة تجاوزت الـ 40 % للمرضى الذين مارسوا اللعبة لمدة شهر كامل، وهي نتائج مُذهلة يمكن الرجوع إليها في الدورية الدولية لعلم الأدوية النفسية والعصبية باسم جورج سافوليتش رئيس فريق البحث.
كم نحن في حاجة لسماع مثل هذه الأخبار المُفرحة التي تتضمن معايير أخلاقية عالية في التطبيقات والألعاب الإلكترونية من أجل تعزيز إيجابيات هذه التقنية، والحد من آثارها السلبية الحالية بين أطفالنا وشبابنا, مع جهلنا بالآثار المُرتقبة للهواتف والتقنيات الخارقة القادمة والمُتجدِّدة..
لعلنا هنا نُشيد بمُقترح مجلس الشورى الأخير بشأن منع تداول الألعاب الإلكترونية، إلا بعد مراجعة محتواها من قبل مُختصين بوزارة الثقافة والإعلام، ووضع تصنيف وطني جديد لها يحد من التجاوزات التي تحدثها أخلاقياً ودينياً وتربوياً، وأتمنى أن تضاف مادة أخرى بشأن تأثيراتها الصحية والعقلية فهي لا تقل خطراً..
وعلى دروب الخير نلتقي.