د.عبدالعزيز الجار الله
التاريخ قد لا يرحمنا إذا تسامحنا مع: الحكومة القطرية، ومع الحوثيين، ومع إيران. فالجماعة الحوثية تعلن أنها تريد أن تحج إلى مكة المكرمة وهي تحمل السلاح وتصل إلى الرياض تعبيراً عن اجتياح الحدود السعودية اليمنية، والحكومة القطرية أعطتنا مهلة (12) سنة وستجد بلادنا مقسمة، وإيران تريد تحقيق حلمها منذ عام 1979م أن تضع يدها على المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، لذا رأينا شجاعة القيادة السعودية عندما قادت التحالف العربي لإعادة الشرعية لليمن، وأرسلت القوات والجيوش لحماية حدودنا مع اليمن وتدمير الحوثي، وقادت دول الخليج العربي لمقاطعة قطر، وفضحت السياسات القطرية أمام العالم وبينتها بأنها الداعم الأساس للإرهاب، وأعلنت السعودية أمام العالم أن إيران دولة عدوة ولها أطماع في السعودية.
لا الأجيال ولا التاريخ سيتسامح معنا لو مررنا هذه التعديات والتجاوزات تحت غطاء: الإخوة الخليجية مع قطر، والجوار التاريخي مع إيران، والدم العربي مع حوثي اليمن. دون الموقف العازم والجازم الذي يلجم هذه الدول، ويوقف طموحها وتطلعها لشبر واحد من أراضينا، الآن يمكن لنا أن نتنفس بعد أن كشفنا كل الأوراق وأصبحت حقيقة هذه الدول واضحة أمام الرأي العالمي، فإيران كنت من وقت مبكّر بعد أن سيطر الملالي على الحكم وهي ترسل المخرّبين في كل موسم حج للتشويش على بلادنا وإظهارها بالعاجز عن حماية الأماكن المقدسة وتتحدث عن التدويل للمدينتين المقدستين، أيضاً حشدت قطر واليمن والعراق وتحاول أن تكون لها موطئ قدم في جيبوتي والصومال حتى تتمكَّن من وضع الطوق حول بلادنا وإحاطتها بدول معادية، بالمقابل نتعامل معها -إيران- أنها دولة الجوار الإسلامي والجغرافي دون أن نسميها باسمها الحقيقي الدولة العدوة ذات الأطماع التي تحرض علينا الجور، أما قطر فقد اختارت قيادتها الحالية أن تكون دولة إرهاب وتخريب معتقدة أن إيران هي عسكري وشرطي الخليج وربطت مصيرها بمصير دولة الملالي في إيران، بل راهنت عليها.
السعودية كشفت كل أوراق لعبة إيران العسكرية والسياسية والإعلامية، وأوضحت كل خيوطها التي كانت تخفيها وهذا أصاب القيادة القطرية بالذهول والشرود والعناد، كما أنه أصاب الصدمة للشارع الخليجي والعربي من حجم المؤامرات التي كانت تدار من تحت الطاولة.