صيغة الشمري
عندما تتابع الإعلام السعودي على اختلاف مشاربه تصاب بالذهول من كثرة تكرار ظهور أسماء بعينها تحت مسمى خبراء أو مختصين في التلفزيون السعودي لفت نظري كثرة ظهور بعض الأسماء على مختلف القنوات التابعة للتلفزيون السعودي ليهذروا بكل موضوع دون تخصص أو دراية لمجرد أنهم صحفيون، بل صحفيو ميدان تخصصوا بنقل الحدث بغض النظر عن نوعه ومداه، والملاحظ أن غالبية الإعلاميين الذين يظهرون بكثرة كخبراء وما هم كذلك هم الصحفيون الميدانيون الذين بحكم عامل الزمن وقيامهم بتغطية أخبار ومناسبات الآخرين ونشرها في صحفهم تنشأ علاقة متينة ليس فقط مع القنوات التلفزيونية بل في جميع الوزارات الأخرى تجد الصحفي الميداني في الصحيفة هو الذي يملك واسطة فيها أقوى وأكبر من بقية الصحفيين الآخرين، بعض هؤلاء وغيرهم من الإعلاميين الذين لديهم حبّ الظهور بشكل يدعو للاستغراب ساهموا بشكل كبير في تسطيح بعض القضايا التي يتحدثون عنها كخبراء كما أخذوا بعض القضايا لأبواب مسدودة نتيجة جهلهم وعدم إلمامهم بجميع أطراف القضية التي يتحدثون عنها،حيث بدأنا نلمح أسماء مجهولة وليست ذات خبرة يتم دعوتها لتدلي بدلوها في قضية اجتماعية مهمة وحساسة بشكل مضحك يجعلك تتيقن فعلا أن شر البلية ما يضحك، قبل أيام سمعت خبيرا من (إياهم) يبدي رأيه بأسباب الطلاق في السعودية ليقول بأنه ليس علينا القلق حول هذه الأرقام المخيفة لأننا مثلنا مثل بقية دول العالم في نسب الطلاق بل قد نكون نحن من أقل النسب، بحثت عن هذا الخبير في محركات البحث جميعها علني أجد ما يبرر له قول ذلك فلم أجد له شيئا، كذلك شاهدت شخصا يتحدث عبر إحدى قنواتنا التلفزيونية عن حربنا في اليمن كخبير عسكري ويخلط بين الحلول العسكرية والدبلوماسية في ثقة عجيبة وتنظيرات بعيدة عن الواقع، كذلك بحثت عنه عبر محركات البحث فوجدت أن كل خبراته أنه متقاعد من العسكرية برتبة عقيد، وهي رتبة - في اعتقادي - غير كافية لمنح صاحبها لقب خبير عسكري مالم تكن مدعومة بشهادة عليا في هذا المجال العسكري الدقيق، كذلك في مجال السوشال ميديا والصحف الورقية وغيرها من المجالات يجب التدقيق حول كلمة خبير أو متخصص حتى لا نضر بمجتمعنا من حيث لا ندري!