لبنى الخميس
إحدى أبرز الخصال التي تبنيتها مع الوقت هي شغفي باقتناص الفوائد وصيد العبر والدروس مما يقع بين يدي من قصص وتجارب محكية أو مكتوبة، ما يجعلني أقرأ باستمرار في مجال السير وميدان تقديم الوصايا والنصائح، لعلي أقرأ فيها المميز غير المكرر، الذي لم يقع في فخ النصائح المعلبة والقوالب المستهلكة في عالم تطوير الذات. براندون برشارد من أبرز العقول في مجال تطوير وتحسين جودة الحياة، حيث يملك باقة من أكثر الكتب مبيعاً وسلسلة من أكثر الفيديوهات مشاهدة. أشارككم بعضاً من أجمل وصاياه.
آمن بقدرتك على التعلم
نقطة الانطلاق نحو النجاح في تحقيق أي حلم أو تعلم أي مهارة أو اكتساب أي خبرة يأتي من إيماننا بأننا نستطيع التعلم فعلاً، وهذا الاعتقاد رغم بساطته هو نقطة الارتكاز لكافة نجاحاتك في الحياة.. لأنه لو سُلم لك مهمة معينة وأنت غير مؤمن بقدرتك على إنجازها بكفاءة واقتدار، أو أوكل إليك منصب جديد وأنت تشعر بعدم أهليتك مقابل زملائك، أو طلب منك إعداد بحث في مجال أنت غير ملم فيه وأنت مؤمن أنك غير قادر على التعلم سوف تنسحب فوراً وتترك خلفك إرثاً من الخوف والهزائم النفسية، بدلاً من حماس وشغف للتعلم. الله سبحانه وتعالى خلقك بإمكانيات ذهنية مذهلة تجعلك قادراً على تعلم أي شيء تقريباً إذا استثمرت وقتك وجهدك وإرادتك فيه.. فلا تضيع وقتك بالتساؤل والشك وابدأ فوراً بالتعلم.
استثمر باللحظات الفاصلة..
كلنا نمر بلحظات فاصلة لا تشبه غيرها.. اللحظة التي واجهت فيها نقداً قاسياً من شخص عزيز.. أو التقيت بإنسان إيجابي غير نظرتك للحياة، أو أصبت بعارض صحي نتيجة زيادة وزنك.. أو اخترت كأفضل طالب أو موظف للعام.. هذه ليست لحظات أو مواقف عادية بل ومضات تقف شامخة في الذاكرة، لا تجعل هذه اللحظات غير العادية تمضي بصورة عادية.
كيف؟
اجعل كل لحظة فاصلة في حياتك سواء بجمالها أو مراراتها فرصة للتغيير.. عبر تبني عادة جديدة تعزز هذا النجاح أو تعينك على تجاوز هذا الفشل. أذكر بأني استغربت من قرار إحدى الصديقات بإنقاصها وزنها إلى الأبد بعد تلقيها إساءة من شخص غريب عن وزنها، والآن مضت سنوات طويلة وهي تتمتع بوزن معتدل جراء هذا النقد. المقصد، ستمضي في حياتك برحلة من المشاعر غير العادية والمصاحبة غالباً لأحداث استثنائية تحمل لك رسالة، اسمعها استثمرها في صناعة التغييرات الكبرى.
هل تعيش نجاحاتك أم تعدها فقط؟
قابلت الكثير من الناجحين في الحياة، الذين حققوا إنجازات غير عادية لكن الكثير منهم لا يشعر بالرضا والفخر تجاه سيرته وسلسلة إنجازاته، إحدى أهم الأسباب هي انشغاله بالانتقال من إنجاز لآخر من دون أن يتوقف للحظة ويتنفس، ويستشعر جمال إنجازه سواء كان ترقية أو شهادة جامعية أو إنجاب طفل.
معظم نجاحاته خارجية، لم يستشعرها في الداخل.. لم يتوقف للحظة ويقول بفخر أنا نجحت في تحقيق هذا الهدف أو تجاوز هذه العثرة ويستشعر مشاعر الامتنان والتقدير تجاهها، والأهم يجعلها جزءاً من شخصيته وهويته وثقته بنفسه. لكي تبدأ باستشعار الرضا والسعادة تجاه مساعيك المتنوعة في الحياة كإبنة أو زوجة أو مدير أو أب حاول أن تستحضر نجاحاتك قبل النوم.. تذكرها اكتبها أو تحدث عنها، والأهم اسمح للشعور بالرضا والسعادة والامتنان أن يغمرك لأنك تستحقه.