سليمان الجعيلان
(أتمنى تدمير نادي الأهلي).. هذه الأمنية الشهيرة أطلقها رئيس نادي الاتحاد السابق منصور البلوي عبر تصريح فضائي عقب نهاية المباراة النهائية على كأس سمو ولي العهد التي أقيمت في «26 مارس 2004» وجمعت فريقي الاتحاد والأهلي في أستاد الملك فهد بالرياض وانتهت بفوز الاتحاد بهدف وحيد سجله حمزة إدريس.
وقد رفعت إدارة الأهلي على إثر هذه العبارة العدوانية شكوى رسمية لسمو الرئيس العام لرعاية الشباب آنذاك الأمير سلطان بن فهد ضد منصور البلوي بعد تلك التصريحات والأمنيات غير المسؤولة!!.. والسؤال الذي يفرض نفسه اليوم هل يوجد في الوسط الرياضي من يمتلك نفس فكر منصور البلوي التدميري ؟! الجواب بكل صراحة وبكل أسف نعم.. نعم يوجد حتى وإن كتموا أمانيهم وأخفوا تصاريحهم وتستروا خلف غيرهم في ممارسة التصرفات المريبة ومزاولة التحركات المشبوهة لإلحاق الضرر بالآخرين، وتحت ذريعة إضعاف المنافسين، والشواهد والأمثلة كثيرة وعديدة ولست هنا بصدد التعريض أوالتشهير بأبطالها وأصحابها الذين ساهموا بل أسرفوا في تشويه الوسط الرياضي وفي غرس وتنمية الكراهية بين الجمهور السعودي!!.. وإنما بصدد وقصد تذكير وتحذير لجنة تخصيص الأندية عن وجود شخصيات رياضية وشركات استثمارية لديهم القدرة المالية على امتلاك ناد سعودي وبنفس الوقت هم يؤمنون بل يحتفظون بفكر منصور البلوي العدواني، لذلك على المهتمين والمسؤولين عن تخصيص الأندية أن ينتظروا قليلاً ويفكروا كثيراً بإيجاد الحلول لمنع دخول وتغلغل أصحاب الفكر التدميري بالاستثمار الرياضي بالرياضة السعودية.
ومن الحلول التي أراها مهمة وضرورية هي أن تعمد لجنة تخصيص الأندية إلى مخاطبة المجلس الشرفي لكل ناد بشكل رسمي واستشارته والاستئناس برأي أعضائه وطلب تزكيتهم للمتقدمين لشراء النادي قبل الإقدام على بيعه، مع أهمية إعلان لجنة تخصيص الأندية عن تفاصيل جميع الخطوات وكل الإجراءات للجمهور الرياضي والوسط الإعلامي لكي يكون المجلس الشرفي هو المسؤول الأول أمام جمهور النادي بأن ناديهم مازال في أياد أمينة تحافظ على مكتسباته وتضاعف من استثماراته!!.
أيضاً من الحلول هو أن تتعامل لجنة تخصيص الأندية بمبدأ الشفافية مع الأفراد والشركات الاستثمارية الراغبة في شراء النادي بحيث يتم الإعلان والإفصاح للجمهور الرياضي والوسط الإعلامي عن السيرة الذاتية لكل الأفراد وكذلك الإعلان عن ملاك وأنشطة الشركات الاستثمارية بكل شفافية وفتح قنوات رسمية وسرية مع الجماهير الرياضية لتقديم ما يطعن في أحقية شراء المستثمر للنادي من إثباتات وأدلة حقيقية إن وجدت، وبالتالي دراسة حالته وإعادة النظر في طلبه قبل اتخاذ القرار المفصلي في تاريخ النادي خاصة إن التنافس الرياضي الشريف في نظر الكثير من العقلاء من جماهيرنا أسمى وأرفع من مجرد التفكير في حسابات الربح والخسارة في استثمارات الأندية التي ممكن أن تضع أنديتنا على فوهة بركان الخاسر الأكبر فيه رياضتنا!!..
أخيراً وكما يُقال «بالمثال يتضح المقال» اسأل لجنة تخصيص الأندية هذا السؤال: ماذا لوأن نادياً مثل نادي الهلال يعيش هذه الأيام أفضل مراحله وأزهى أيامه مع رئيسه الأمير نواف بن سعد الذي يعمل بكل جد وإخلاص ليبقى ناديه في القمة وقد حقق ناديه البطولات الفخمة وقامت إداراته بتوقيع الصفقات الضخمة ونال أرفع درجات الرضا وأعلى مراتب الثقة عند جمهور النادي ثم فجأة يأتي مستثمرا من أصحاب الفكر التخريبي والتدميري ويشتري النادي بموافقة من لجنة تخصيص الأندية دون العودة لهيئة أعضاء شرف الهلال، ودون دراسة وتمحيص لسيرة ومسيرة المستثمر، ويبدأ هذا المالك الجديد بالتفريط بمدخراته ويقوم ببيع لاعبيه بحجة انه مالك للنادي وهو الآمر والناهي بشؤونه ويحق له التصرف في أموره؟ حينها كيف سيكون حال الهلال؟ وماذا سيكون مصير فريقه؟، والسؤال الأهم: كيف ستكون ردة فعل جمهور نادي الهلال؟!.. اترك الجواب لكم والحل بأيديكم!!.