سعد الدوسري
أكثر من تخاف منه، هو ذلك الذي لا تستطيع السيطرة عليه، وتكون كل تصرفاته محسوبة عليك، خاصة إن لم تكن تلك التصرفات عابرة، بل موثقة أمام الحشد الأكبر من الناس، في تويتر على سبيل المثال.
لو افترضنا أن أستاذاً جامعياً طرح رأياً موضوعياً في حلقة نقاش عامة، وكان لبعض المختصين رأياً مخالفاً، وبدلاً من أن يتناقش الأستاذ والمختصون في الخلاف الذي نشأ بينهم، نجد طلاب الأستاذ يهاجمون المختصين، هجوماً لاذعاً وغير علمي، مستخدمين عبارات غير لائقة؛ كيف سيكون موقف هذا الأستاذ؟! حتماً، سوف لن يحسده أحد، وربما سيتمنى لو أن هذا الدفاع لم يكن أصلاً، أو أنه لم يطرح رأيه من الأساس.
إن من أكثر سلبيات النقاش العام، هو وجود محدودي الأفق، ممن يظنون أنفسهم المدافعين الوحيدين عن الدين مثلاً، أو الوطن، فتجدهم بسبب طغيان مشاعرهم وقلة وعيهم، يستخدمون أسلوباً عدائياً ولغةً حادة غير مهذبة. ومثل هؤلاء لا تستطيع أن تحجر تعبيرهم عن آرائهم، ولا تستطيع أن تعتبرهم مدافعين حقيقيين عن الوطن أو عن الدين، كما أن الخصوم قد يأخذونهم كذريعة لإثبات غوغائية الطرف الآخر.
إن من المهم على كل واحد منا، أن يفكر ملياً قبل أن يقول أو يكتب رأيه في قضية وطنية أو دينية عامة، فمثل هذه القضايا ليست ملكاً شخصياً، بل تمس الجميع. وفي حال مثل تلك الحال؛ قلْ خيراً أو فاصمت.