د. ناهد باشطح
فاصلة:
(أيها المصيبة أنا أعفو عنك إذا كنت وحدك)
-حكمة عالمية-
تستخدم الحرب النفسية الدعاية والإشاعة والمقاطعة الاقتصادية والمناورات السياسية كأساليب يمكن من خلالها إضعاف الطرف الذي يهدد أمن المجتمع بأي من أساليب التهديد.
ولا يؤمن البعض بأهمية استخدام الدول لمنافذ بثها عوضاً عن وسائل التواصل الاجتماعي في تنفيذ الحرب الباردة، وهو مصطلح جديد أطلقه عالم الاجتماع "فيليب ن. هوارد" لوصف "المعارك بين منافذ البث الإعلامي ووسائل الإعلام الاجتماعية، التي تنتهج أساليب مختلفة للغاية في التعامل مع إنتاج الأخبار، والملكية، والرقابة". وكما يشير الباحث "محمد علي" إن إجراء دراسة مسح للصراعات بين البث الإعلامي ووسائل الإعلام الاجتماعية في روسيا وسوريا والمملكة العربية السعودية، خلص "هوارد" إلى أن الحكومات الثلاث، رغم اختلاف الثقافات الإعلامية بينهم، إلا أنهم يدعمون بقوة قنوات البث التي تسيطر عليها الدولة.
ومع التقدم الهائل في التكنولوجيا تحولت الحرب النفسية إلى إعلامية، وهو تطور طبيعي لقوة تأثير الإعلام.
إشكالية الجمهور تتضح حين لا يستوعب أساليب هذه الحرب وبالتالي يحاول تقييمها دون النظر إلى أهدافها، ودون خلفية تاريخية عن انتهاج كثير من الحكومات أساليب الحرب الإعلامية في وقت الأزمات السياسية.
على سبيل المثال أدركت أمريكا أنها خسرت الحرب في فيتنام بسبب الحملة الصحافية التي أدت إلى إحباط الجنود، ولذلك استعملت الحكومة الأمريكية في حروب العراق وأفغانستان حرباً إعلامية ورد بها مصطلحات مثل "حروب نظيفة" أو "حروب ضرورية" لإخفاء مصالحها أو لإلحاق وصف الإرهابي بالعدو وشرعنة حربها.
وأيضاً إستراتيجية جورج بوش في حربه في العراق وأفغانستان، وهي ما سميت بـ"كسب القلوب والعقول"، وذلك لما أسماه النضال الأمريكي للديموقراطية في الشرق الأوسط لتبرير أهدافه.
لكن هناك رأي آخر يتجه نحو السلام وهو ما أسماه العالم "جيك لينش" بـ"صحافة السلام"، ويقصد بها اختيار الطريقة التي نكتب بها الأخبار بما يمكن به أن تتحسّن الأمور على الأرض.
الحرب الإعلامية ضرورية كجزء من إستراتيجية إدارة الأزمات ولابد أن تبنى على أساس المصالح المتبادلة بين الدول.
ووسائل الإعلام من أهم الأدوات التي تُنجح أهداف الحرب النفسية وقت الأزمات، ولكن أمامها مهمة ثقيلة بألا تخسر ثقة الجمهور حتى وإن نجحت في إدارة الأزمة، كما أن على الجمهور أن يدرك أهمية دعمه لإدارة الأزمة في مجتمعه، فالشعوب لا تنفصل في دعمها عن الجيش في حال الأزمات.