جاسر عبدالعزيز الجاسر
كم من قضية عادلة شوّهها الإعلام لعدم قدرة من تبوأ مراكز الواجهة الإعلامية في تقديمها للمتلقي التقديم العلمي الذي يبرز ويظهر المواقف العادلة الصحيحة ويكشف أكاذيب الطرف الآخر وهناك عديد من القضايا العادلة شوّهها الإعلام المندفع الذي يحوس القضية بدلاً من أن يعربها يعجمها.
والذي يجب التأكيد عليه ونحن نخوض معركة إعلامية مع من يناصرون إرهاب «الحمدين» حكام قطر الذين أصبحوا غير مبالين بدعمهم للإرهاب، بل حتى ممارسته من خلال تأمين المأوى والمال والسلاح والتدريب لـ»أمراء الإرهاب» بأن هذه المعركة تحتاج إلى متخصصين وخبراء لديهم باع طويل في التعامل مع مثل هذه المواضيع وليس تسليم الأمر إلى من سنحت لهم الفرصة لإدارة معركة إعلامية تتطلب تخصصاً ومتابعة ودراية وليس ترديد مصطلحات وأقوال لا تنفع في مثل هذه المعركة التي تتطلب عرض حقائق وسرد وقائع وكشف خفايا من حرصوا على تغييب شعبهم عما يقومون به من أعمال مخزية، اعتمدوا في تنفيذها على عناصر وأفراد من خارج البلاد كما هو حاصل في قطر التي اعتمد حكامها على الإخوان المسلمين وحماس ومن جلبوهم من أقطار متعددة كمستشارين ليس فقط لتخطيط المؤامرات وتوجيهها، بل لرسم مخطط طويل ولأمد يشمل ربط كل الفعاليات والنشاطات من إعلام واقتصاد واستثمار ورياضة وحتى حفلات غنائية للوصول إلى منتج واحد يخدم التوجه الذي تعمل من أجله حكومة قطر عن طريق نشر وتعميم الإرهاب وبالذات في الدول المجاورة.
المخططات الإرهابية والأعمال القذرة والشريرة ليس هناك صعوبة في كشفها ومواجهتها خاصة إذا كان من يتصدون لها من هم خبراء وضليعون في مهنتهم وليس من الهواة ومتسلقي الفرص، وبالنسبة لأفعال حكومة قطر التي تعتمد على وصايا مستشارين خارج البلد والمنطقة والذين لا يعرفون ولا يشعرون بإحساس وهواجس المنطقة وأهل قطر، ولهذا فإن من السهل فضحهم وكشف أفعالهم التي آخرها التعهد لحكومة ألمانيا بالسماح للمخابرات الألمانية بالاطلاع على وثائق وسجلات الحكومة القطرية للتأكد من سلامة الإجراءات القطرية وعدم دعمها للإرهاب.
طبعاً ليس مؤكداً بأن حكومة قطر ستحصل على صك براءة من المخابرات الألمانية ومن حكومة ألمانيا التي تحاصرها الاستثمارات القطرية وتنظر إلى الحفاظ على مصالحها ولا يهمها أن تنتصر إلى الحق ولا حتى إلى الضحايا الذين سقطوا جراء الأعمال الإرهابية التي دعمتها حكومة قطر ومنها على الأراضي الألمانية والكثير على الأراضي الأوروبية التي تفرض على ألمانيا أن تتعاطف وتتعاون على الأقل مع الأوروبيين لوقف الأعمال الإرهابية التي ضربت الدول الأوروبية التي حتماً لو دققت وتجاوز المخابرات الألمانية عن تأثير المصالح الاقتصادية والاستثمارات القطرية في ألمانيا لوجدت علاقات كثيرة وعديدة بين من يقيمون في الدوحة من مخططي الإرهاب والجماعات الإرهابية التي يتبع إليها المجرمون الذين نفذوا عدداً من الأعمال الإرهابية في فرنسا وبلجيكا وبريطانيا وهو ما يفرض على ألمانيا أن تكون أمينة على الأقل مع حلفائها الأوروبيين لا أن توظف ما ستكتشفه في قطر من معلومات للحصول على مزيد من المكاسب الاقتصادية من حكومة على استعداد أن تدفع الكثير للتغطية على أفعالها القذرة.
هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن السماح للمخابرات الألمانية بالاطلاع على سجلات المخابرات القطرية وتقصي معلومات عن دور حكومة قطر في دعمها للإرهاب، هو خرق وتجاوز كبير للسيادة القطرية التي تزعم حكومتها بأن مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب الموجهة لقطر هو تدخل في سيادتها وإنقاص لها.
تلك سقطة لحكومة قطر تكشف وتفضح ما يقوم به من يوجهون أمير قطر سواء حمد بن خليفة أو قرينه في الإجرام حمد بن جاسم أو مستشاريهم الذين جلبوهم من كل مكان.