د.عبدالعزيز العمر
ليست لديّ إحصائية بعدد الطلاب المصابين بالسكري في مدارسنا، ولا أظن أن هناك إحصائية ومعلومات مفصلة منشورة عن مدى انتشار السكري بين طلابنا، وعن الظروف الصحية والتعليمية لهؤلاء الطلاب ، ولا جدال أن توفر مثل تلك المعلومات سوف يدعم جهود الباحثين في معالجة هذه المشكلة الصحية التعليمية. معلوم أن مرض السكري يشكل تهديداً خطيراً لحياة وتعلم طلابنا إن لم تتم السيطرة عليه ومتابعته مبكراً، ومع ذلك فلا يجب حرمان الطلاب السكريين من المشاركة في الأنشطة المدرسية اللامنهجية التي تناسب وضعهم الصحي. أستراليا وبريطانيا وغيرها احتاطت لهذا الأمر، فأصدرت سياسات ولوائح وتشريعات صحية تعليمية خاصة تحفظ حقوق الطلاب السكريين في مدارسهم وتضمن تقديم الخدمات المناسبة لهم. أما هنا فحالات السكري المدرسية تعالج غالباً بالاجتهاد والنخوة والتعاطف والفزعة الفردية. الطالب السكري يحتاج في مدرسته إلى اعتبارات خاصة ، فهو مثلاً يحتاج باستمرار إلى الماء الصحي وإلى توفر دورة مياه قريبة منه، كما قد يحتاج إلى محلول يرفع السكر عن انخفاضه نتيجة نشاط الطفل الزائد ، ويحتاج أيضا إلى وجود أجهزة قياس السكر ، وإلى مشرف مقيم في المدرسة تم تدريبه ليثقف الطلاب صحياً ، ومن المهم أيضاً أن يتوفر بالمدرسة سجل صحي كامل عن الحالة السكرية لكل طالب مريض بالسكري. وقد يكون من المناسب أن يشترط لقبول الطلاب المستجدين في الصف الأول الابتدائي إجراء فحص للسكر ليتم توفير العناية الصحية والتعليمية له مبكراً إن تطلب الأمر ذلك.