د. علي بن صالح الخبتي
هذا المشروع قدمه الأمير خالد الفيصل لمجتمع منطقة مكة المكرمة، وهو مشروع أولاً يشكر عليه الأمير خالد وعلى المشروعات النوعية التي تهم الشباب والثقافة والفكر، وليس هذا غريباً على شخصية كشخصية الأمير خالد الفيصل، الذي عرفناه صاحب فكرة مؤسسة الملك فيصل الخيرية وجائزتها العالمية ومؤسسة الفكر، وما تقوم به تجاه المحاولات العالمية المنظمة لتزييف الفكر العربي، وتأليبه على أوطانه وتشكيكه في قياداته وسياساته ونظمه، مما ليس هنا المجال للحديث عنه.. وعلى مبادراته في خدمة الشباب والمجتمع وعلى كافة إنجازاته التي يعرفها الجميع.. ونحن هنا أمام إضافة نوعية إبداعية من أفكار الأمير خالد الفيصل المتميزة التي شهد بها كل من عرفها وانكشفت وانكشف إليها بالعمق الذي تستحقه.. ولا شك أن القدوة هي إحدى القيم الإسلامية الفاضلة التي حث عليها القرآن الكريم والسنّة النبوية .. ولا شك أن نجاح هذا المشروع سيصنع الفرق في مجتمعنا بكافة أطيافه وسنرى أثره في الداخل في مؤسساتنا وإداراتنا الحكومية وشوارعنا ومستوى تطبيق أنظمتنا من قِبلنا، كمسؤولين وفي منازلنا كوالدين وفي مدارسنا كمعلمين وفي مساجدنا كأئمة، وفي الخارج كسعوديين لهم خصوصية بحكم ما حباهم الله من نعم أولها نزول الوحي في بلادنا واحتضان بلادنا الحرمين الشريفين، وكون آخر الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام من هذه الأرض الطاهرة المباركة.. القدوة أمر مهم حيث نحن في عالم مختلف الاستعمار فيه لم يعد استعماراً عسكرياً، بل ثقافي تعليمي أخلاقي يحاول الآخر فرض أنظمة لا تحترم الدين ولا تقدر الإسلام، وتفرض أنظمة لا تتفق مع ديننا الإسلامي رغبة منهم أن نكون ممسوخين لا مسلمين ولا عرباً ولا غربيين .. يريدوننا أن نأخذ عاداتهم وتقاليدهم ..أن نكون قدوة في هذه البلاد، المملكة العربية السعودية يمكننا من أن نهزم هذه المخططات العدوانية الواضحة المعالم، التي نجحوا في تنفيذها في العديد من الدولة العربية التي تشهد الاقتتال والتدمير والتقسيم ولا حول ولا قوة إلا بالله.. ونسأل الله لها الفرج العاجل .. ديننا الإسلامي دين رحمة ورأفة وليس دين اقتتال وإجرام كما هو مشوّه الآن من أبناء المسلمين أنفسهم.. أن نكون قدوة متمثلين بقيم ومثل وأخلاق وعادات وتقاليد الإسلام، من محبة وسلام وتسامح وانضباط وصدق وأمانة وإخلاص، نضيع الفرصة على أصحاب تلك المخططات الذين نجحوا في إبراز الإسلام على أنه دين اتتال وإجرام.. أن نكون قدوة يعني أن ننشر الإسلام دون أن نقول كلمة واحدة، فقط بالتعامل الذي يكشف مثل وقيم وأخلاق الإسلام تماماً مثل ما انتشر الإسلام في معظم أصقاع العالم، حينما رأوا في المسلمين الصدق والأمانة والاستقامة والتعامل الحسن سألوا من هؤلاء؟ فقيل لهم إنهم المسلمون، فدخلوا في الإسلام.. يقول الأمير خالد الفيصل إن مشروع قدوة حلم وطلب مشاركته في تحقيق هذا الحلم، وحقاً علينا أبناء هذا المجتمع الفاضل أن نقف مع الأمير خالد في تحقيق هذا الحلم لأنّ فيه خيراً للإسلام ولنا ولبلادنا، ودحراً وهزيمة للمخططات التي تهدف لتدميرنا وتقسيمنا وتشويه سمعتنا وسمعة بلادنا وسمعة إسلامنا، هذا الدين العظيم الذي لا يوجد خير إلا دل عليه ولا شر إلا أمر بالابتعاد عنه.. هذا الحلم الذي سينشر المفهوم الصحيح للإسلام .. هذا الحلم الذي يجعلنا نظهر الإسلام على حقيقته.. هذا الحلم الذي يعد أفضل طريقة لنشر الإسلام .. هذا الحلم الذي يجعلنا مثالاً للأمانة والصدق والإخلاص والمعاملة الحسنة.. هذا الحلم الذي يجعلنا في هذه البلاد القدوة الحقيقية .. هذا الحلم الذي سيجعل من أنظمتنا أفضل الأنظمة وإداراتنا أحسن الإدارات وإنجازاتنا أفضل الإنجازات.. هذا الحلم الذي سيجعل من الإطاحة بنا وبديننا وبمثلنا وقيمنا وأخلاقنا أمراً عسيراً.. هذا الحلم الذي سيجعلنا نتحمل مسؤوليتنا بكل أمانة واقتدار.. هذا الحلم الذي بإذن الله سيفسد مخططات الأعداء في إلحاقنا بمن نجحوا في تدميرهم وتقسيمهم.. يقول الأمير خالد الفيصل: "لسنا أقوى دولة عسكرية ولسنا أقوى دولة اقتصادية، ولكننا أقوى دولة عقائدياً وهذه هي القوة الحقيقية.".. إن أفضل طريقة للإقناع بأن الإسلام صالح لكل زمان ومكان هي أن نكون قدوة.. ويضيف الأمير خالد: "إذا لم نكن قدوة في هذه البلاد فلن يكون هناك قدوة في العالم .. ليس قصوراً في أحد ولكن لا يوجد من لديهم المقومات التي لدى الإنسان السعودي". وخلاصة القول، نحن أمام مشروع فاضل وكبير ومهم آثاره تعود على إسلامنا بإظهاره على حقيقته التي شوهها بعض أبنائه.. وفيه خير لبلادنا بالذود عنها وتضييع الفرصة على أعدائنا بالنَّيل منا ومن بلادنا.. وفيه خير على مجتمعنا سلوكاً وإنجازاً.. هذا المشروع يتطلب منا كلنا أفراداً وجماعات ومؤسسات، التفاعل معه كلٌ فيما يخصه.. في بيوتنا وفي أعمالنا وفي مدارسنا وفي مساجدنا وفي شوارعنا لكي ينجح هذا المشروع.. شراً للأمير خالد الفيصل على هذه الإضافة النوعية التي تضاف لإنجازاته على المستوى المحلي والعربي والعالمي.. له حقٌ علينا الوقوف بجانبه لإنجاح مشروع قدوة، لأنّ ديننا وبلادنا ومجتمعنا وأحياءنا وبيوتنا ونحن كأفراد أول المستفيدين منه.. وفق الله كل جهد مخلص لرفعة ديننا ووطنا ومواطنينا.1