أن للوداع مقابض خانقة تملأ الأعين دموعاً.. لا تستتر وتختفي ولا تنسكب وتذهب.. وإن قبض الأشواك.. أهون كثيراً من غصات الوداع.. وغربة الرحيل!
وأن الصورة التي تحمل ذكريات قديمة.. هي عبارة عن اقتناص للحظة.. واختزالها في صورة.. فتذهب اللحظة... وتبقى الذكريات...
وأنه عندما تكون أنت الخصم وأنت المدان.. أنت الحكم وأنت الجلاد.. تكون حينها تلك المعركة مؤلمة وخاسرة.. فلا يوجد بها.. إلا.. أنت..!
علمتني الحياة
أن للكتابة لدي إلهاماً.. وإلهامها.. حديث.. وحديثها خافت.. يسابق الكتابة.. وأنا المنظم.. والحكم.. والجمهور..
وأن الكتابه تحتاج للانسجام.. والانسجام يحتاج للهدوء.. للإبحار بخيال معين تكونت لدينا صورة ليست مكتملة عنه نسعى لإكمالها للنهاية بتناغم تام بين محيطنا وعوالمنا الداخلية.
وأنه عندما تكون قناعاتنا الداخلية مترابطة ومتماسكة وقوية.. فنتأكد حينها أنها هي الوقود - بعد الله - لصمودنا أمام المتغيرات.. مهما كانت جارفة وقوية.
وأن هناك مساحة في العقل شبيهة بالصحراء.. كفيلة أن نطمس في ثناياها.. الكثير من الأشياء المؤلمة التي نصادفها في الحياة.
علمتني الحياة
أن الدنيا.. هي جميع الأشياء المحيطة بنا في الحياة.. وأن الحياة.. هي وجودنا من بين تلك الأشياء!
وأن الأغصان اليانعة.. لا تعلم عن الجفاف شيئاً»؟
لإنه يصيب المنابع.. فتظمأ الأصول.. وتجف الأوراق.. وتتساقط!
وأن الوضوح لا يعني اكتمال الصورة.. فهناك جانب مظلم من القمر.. حيث لا شمس ساطعة ولا سماء كاحلة.. يلتقيان!