التفكك الأسري وبيت العنكبوت خطان يتقاطعان في أحيان كثيرة وفي مواقع وزوايا مختلفة، التفكك الأسري وبيت العنكبوت يلتقيان في نهايات متشابهة وربما متطابقة. وكما هو معلوم وربما يغيب عن الكثير إنّ خيوط العنكبوت أقوى من الفولاذ ومن الحرير فبيوتها قوية ومتينة وتفي بغرضها من حمايتها. الابتعاد عن تعاليم ديننا الإسلامي الوسطي حولّت بعض بيوت الناس إلى بيوت عنكبوتيه تظهر وتتمثّل في ضعف الترابط الأسري والمشاحنة والعقوق والتصرفات غير الواقعية والظلم وأكل حقوق الناس وتجمد العواطف والمشاعر، بيوت غابتْ عنها المودة والرحمة والألفة. للأسف هذا واقع بعض البيوت التي نراها ظاهرياً مُتماسكة لكنها داخليا أوهن من بيت العنكبوت.
أشكال التفكك الأسري متعددة ومتشعبة ومتداخلة وصورة كثيرة وربما نهاية البعض على رصيف الحياة الذي لا يرحمْ في مستقبله وأي مستقبل هذا. لماذا تكون بيوت البعض قوية خارجيا كبيوت العنكبوت وضعيفة داخليا كبيوت العنكبوت؟ إلى أين تتجه هذه البيوت؟ تلفّت من حولك أعزائي القراء والقارئات سوف تجدون بيوت العنكبوت كثيرة من حولكم وبصور كثيرة يندي لها الجبين وتدمع لها العين ويتفطر لها القلب أي بيوتٍ هذه التي تلعب بها الريح كيف تشاء. مؤلم حقاً مؤلم أن تتصرف هذه البيوت بهذا السلوك غير السوي السلوك المنافي للقيم الإسلامية والأسرة المتماسكة وفي النهاية المجتمع يتأثر سلبياً في التعايش والترابط والمحبة.
مثل صيني: الرجل هو رأس العائلة، والمرأة هي الرقبة التي تدير ذلك الرأس. حقاً الزوجة الأم هما المُحرك الوحيد لسلامة الأسرة وترابطها وعليهما يقع بناء البيوت في الداخل كبيوت العنكبوت ولا أجد مبرراً لانهيار بعض البيوت إلا ما رحم ربي سوى غياب الزوجة فعليا أو غياب دورها وتركه للآخرين يتصرفون ويهدمون البيوت التي تهدف إلى الاستقرار. يؤلمني كثيراً وهذا الألم يتألم به الكثير من الناس حين يسمعون آباءً يشتمون ويتلفظون بأقسى الكلمات والعبارات الموجهة لفلذات أكبادهم الذين يصابون بالدهشة والاستغراب ويلتزمون الصمت حفاظاً على المحبة وربما خوفاً من العقاب والتمعن بالشتم إنها بيوت أوهن من بيت العنكبوت.
حتى لا نهدم بيوتنا بأيدينا ابتعدوا عن مفهوم بيت العنكبوت ونهاياته المؤلمة، ابتعدوا عن بيت العنكبوت وقوّوا جسور المحبة والسلام واستعينوا بالله ولا تذرفوا دموع التماسيح واذرفوها من أعماق القلب. كفا بيوت البعض من الناس تمزيقاً وتباعداً وحرقة وأشعلوا السراج لِيضيء طريق الحياة فهو أقوى من نور لا يضيء قلوبنا كما نريد. وفي الختام في غياب المحبة والألفة والمودة تصبح ببيوتنا بيوت البعض أقرب إلى بيوت العنكبوت في تصرفاتها ونهاياتها الأبدية. أجد نفسي باكياً متألماً حين أقارن جيلي مع هذا الجيل الذي يبني بيوتاً غير البيوت التي كانت تؤوينا لكنها غيوماً صيفية تُمطر وتمضي ولا تترك لها أثراً وتبقي الإنسانية في قلوب البعض مهما كانت أسوار بيوتهم عالية.