جاسر عبدالعزيز الجاسر
لكل قارئ متمعن، ولكل من يمتهن التحليل السياسي بعد أن أصبح التجارة الرائجة هذه الأيام إذ تحول من كانوا يعملون محررين للصفحات الفنية، ومن يكتبون الخواطر بل وحتى محرري الصفحات الرياضية، وحتى من لا عمل لهم ولم يُعرف عنهم سوى انخراطهم في الجماعات المتطرفة ثم استفاقوا وعادوا إلى واقعهم بعد أن نظفت عقولهم التي اختطفها مروجو ما أسموه بالصحوة.
كل هؤلاء اليوم يمارسون التحليل السياسي، ويحتلون مواقع التواصل الاجتماعي ومحطات التلفاز الفضائية التي يهيمن عليها شلل من كانوا «شلة الصحوة»، والذين يرددون نفس الكلام والمصطلحات التي ملها المتلقي.
كل هؤلاء نعيدهم إلى البيان المشترك الذي أصدره وزراء خارجية الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، ومقارنة نصوص وفقرات ذلك البيان بما صدر من جماعة الأربعة الحاكمة في قطر وأدواتها من وزراء وإعلاميين مرتزقة وأبواق خارجية بما فيها معاهد ومراكز البحث التي أنشأتها قطر للاستعانة بها في مثل هذا اليوم الأسود الذي تواجهه بسبب تراكم أفعال حكامها من جماعة «الحمدين».
بيان الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب حدد ستة مبادئ لتسوية العلاقة مع قطر الدولة وقطر الشعب، وليس مع حكومة «الحمدين» أهم تلك المبادئ:
1 - الالتزام بمكافحة التطرف والإرهاب.
2 - إيقاف كل أنواع التحريض.
3 - الالتزام الكامل باتفاق الرياض التكاملي.
4 - الالتزام بمخرجات القمة العربية الأمريكية.
5 - الامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية.
6 - مسؤولية المجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب.
ستة مبادئ تمثل إيجازاً لما يمكن أن تقوم به حكومة قطر حتى تعود للبيت العربي، وهي مبادئ في الوقت نفسه موجهة لكل من يساند حكومة قطر، سواء بعدم الإعلان عن موقف واضح وصريح لمواجهة ما تقوم به قطر، ومنذ أكثر من عشرين عاماً من دعم للإرهاب وللإرهابيين، وإلى من يتلكأ حتى الآن في تحديد موقفه، سواء في المنظومة العربية والأسرة الدولية، وبالذات الذين أصابهم شرور أفعال الحمدين «حمد بن خليفة، وحمد بن جاسم» وهذه الدول العربية والأوروبية بالذات ستواجه استحقاقات قادمة، لأن تأجيل ما ستقوم به الدول الداعية لمكافحة الإرهاب من إجراءات من خطوات ستفرض على الجميع تحديد مواقفهم إذ إن الالتزام بمخرجات القمة العربية الأمريكية الإسلامية تتطلب من الجميع محاربة من يدعم الإرهاب، وعندما تقدم الوثائق وتعرض القرائن موثقة بالصور والتسجيلات التي لدى الكثير من الدول نسخٌ منها، وجميعها تدين أفعال من حكموا قطر منذ انقلاب حمد بن خليفة على أبيه إلى يومنا هذا الذي يقدم تميم بن حمد كمسؤول عن تراث إرهابي إجرامي، لا يمكن أن تُخلى مسؤوليته كونه لم يعارض ما رسمه والده من دور تخريبي لقطر، يجعلنا نتساءل مع الشيخ عبد الله بن زايد: لصالح من تفعل قطر كل هذه الأعمال وتدعم كل من يمارس الارهاب ومن جميع التيارات، من قاعدة وداعش وطالبان وحزب الله والحشد الشيعي والحوثيين ورأس أفعى الإرهاب ملالي إيران.
ستة مبادئ تفسح الطريق مرة أخرى لقطر للعودة إلى البيت العربي والخليجي، وتلفت نظر المتقاعسين الذين لم يحسموا أمرهم بعد.
الرد القطري السلبي والذي تجاهل وزراء خارجية الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، الكلام عنه فإن معروف سلفاً فالمتورط في أفعال الإرهاب لا يصدر عنه سوى ما اتخذته قطر، وعلينا أن ننتظر تفعيل إجراءات الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، والتي لن تقتصر على الدول الأربع فقط بل هناك من يتهيأ لضم جهوده من الدول إلى جهود الدول الأربع التي علقت الجرس، بعد أن وضحت النوايا الشريرة من يحكم قطر.