ما أنت يا بحر الظلام بهازمي
إنِّي أضأتُ العمرَ من رحمِ الظلامِ وهَازِمُك
كُن أنتَ
أحْلَكَ من همومِ جوارحي
وأنا .. أنا
ءضوءٌ يُحيل الفجرَ
شمسٌ جارحةْ
إنّي..
لأجْرَحُ فيك بؤسَ اللّيل
كلَّ سوادهِ
أقتصُّ منك ..
بما يُقدِّمُ للعيونِ عزاءها
أرأيتني ؟!
كجارحةٍ .. لعطرِ الورْدِ
أعْرفُ سحرَهُ
أشْتمُّ في عشبِ الصباحِ صبابتي ،
وأصوغُ من رجزِ الطيورِ قصائدي
أرأيتني ؟!
حالٍ ، كأنّي في ثمارِ التِّينِ آخر قطفها
خدُّ الوليدِ نعومةٌ
اشْعُرْ بهِ .. في ملمسي
إنّي أخذتُ من الحواسِّ .. حواسَّها
حتّى غدوتَ من العيونِ بياضُها ونهارُها
وعدوتَ أنتَ
اللَّيلُ .. تَسْكُنُ في العيونِ سوادُها
ما بيننا .. شتَّانِ
أو
موتٌ يفِرُّ من الحياةِ ..
إذا سَكَبْتُ على السّوادِ بياضَها
فنُحالُ .. طينَ الأرضِ
ماءَ ترابِها
عمراً رماديًّا بهِ
ضَحِكٌ أسيفُ بحُضْنِ ثكْلىً والدِ
أو
ملءَ بكاءِ الأرضِ
بِتْنَا في السّحرْ
وكأنّنا ضدَّان ..
نجْترِحُ اشتهاءَ الليلِ في حمَّى السَّهرْ
ما أنتَ
يابحر الظلامِ وهمَّتي
إلّا كموجِ البحرِ يدْفَعُ قاربي
وسطَ المهالكِ
نحوَ شُطآنِ النَّخيلِ الباسقةْ
حيثُ النَّوارسِ فوق هاميِ راقصةْ
بيْنَ السَّواحلِ تحتَ جِذْعيَ ترْتَمي
- عامر الجفالي