*رأيتُ صورة للطفل/ فهد بن علي العبودي وهو لم يجاوز عامه الأول في الحياة-؛ فخاطبتُني...
بيني وبينك في الزمان عهودُ
منهن بيضٌ - إذ مَرَرْنَ - وسودُ
يا أيها الطفل الرضيع، عرفتَني؟
في صفحتَيْ وجهي إليك بريدُ
أنا أنت، حدِّقْ فيَّ إن ملامحي
تنبيك، فيها - إن شككتَ - شهودُ
لا يخدعنَّك من أديمي أنه
مُتَغضِّنٌ يا أيها الأُملودُ
حدِّقْ ستبصر فيَّ وجهك غَضَّنتْ
قسماتِه الأيامُ يا (فَهّودُ)
قد كان عودُك ليِّنًا فاشتدَّ من
خوض المصاعب في الحياة العودُ
قد كنتَ يا أنا عاريًا في سوحها
تلقى الخطوبَ وما عليك زرودُ
نسجتْ لك الأيامُ من أحداثها
زَرَدًا.. وتُخْلِق نَسْجَها وتعيدُ
ما كنتَ بالأشياء تشعر يا أنا
واليوم ها أنا شاعرٌ غرّيدُ
لو كنت تعقل آنذاك رجوتَ أن
تحيا لعهدي اليومَ وهْوَ بعيدُ
واليوم لم تحمده حين بلغـته
ها أنتَ تستجدي الزمان يعودُ!
لِمَ قد تغيَّرت المنى وتغايرت؟ْ
أتسير خلف مُناك حيث تريد؟ُ
أوَكلما جَدَّت سنينك يا أنا
أغراك من مُتَع الحياة جديدُ؟!
أرهقتَ نفسك يا أنا بمَطالبٍ
وتعاوَرَتْك نوائبٌ وجدودُ
أقْصِرْ - فديتُ صِباك - عن طلب المنى
فالعمر دون مدى المنى محدودُ
- فهد بن علي العبودي