حين يقترب العيد تقترب غيمة من الكآبة لاأجد تأويلا لها ولاأعرف.
ويعشش في غصني شطر بيت المتنبي ويلمع في رأسي كلما اقترب العيد
عيد بأية حال عدت ياعيد
تفزعني المناسبات العامة التي تغلفها حالة شجن غريبة تجعل من الأسئلة حالة متضاعفة لاأجد لها منطقا ولاأغنية ولالحن ولاشيء سوى الحيرة والتساؤل الذي يتجدد عاما بعد عام
لاتقولوا بأنكم وجدتم تبريرا واضحا لهذا الشجن الذي يتربع على عرش قلبي في المناسبات كالأعياد والأعراس ،إنها حالة وراثية متراكمة في جيناتنا بكل أشجانها وفقدها.
حتى إن جوالي يرجوني لأغلقه تماما كي لايستقبل تلك الرسائل المتشابهة الميتة التي تتزاحم على ذاكرته في نمط تهانيها المتكررة وصورها حتى تنتهي من تدفقها الملوث بالتشابه .وبرغم ذلك أظل أسأل:
لماذا نحزن في العيد؟
لماذا يحزن العيد فينا؟
ولاأملك تأويلا لذلك سوى أنه يؤكد لنا مدى اغترابنا الاجتماعي والإنساني وربما الإسلامي .
لاأستطيع تحديد إجابة قطعية بعد لتلك الحالة من الشجن المصحوب بالحزن أو الشعور بالفقد. هل هو فقد الطفولة بكل شغبها بصداقاتها ونزواتها أو هو فقد حالة المشاركة الندية التي تتضاءل يوما عن يوم وعاما عن عام بتناقص الصداقات التي كانت في الطفولة والمراهقة والشباب ؟.
يقول الكاتب محمد الحمد: (والعيد في معناه الاجتماعي يومُ الأطفال يفيض عليهم بالفرح والمرح، ويوم الفقراء يلقاهم باليسر والسعة، ويوم الأرحام يجمعها على البر والصلة، ويوم المسلمين يجمعهم على التسامح والتزاور، ويوم الأصدقاء يجدد فيهم أواصر الحب ودواعي القرب، ويوم النفوس الكريمة تتناسى ضغائنها، فتجتمع بعد افتراق، وتتصافى بعد كدر، وتتصافح بعد انقباض).
ستظل تعود إلي هذه الحالة من الشجن المتبل بالحزن في كل عيد ومناسبة تشبهه. سأتمرغ بالشعور المغترب بقلة الصداقات وبعدها وباختلافي في محيطي الاجتماعي مع بعض أفراده في كل شيء وعلى كل شيء.
- هدى الدغفق