* فيما مضى كان الناس في بلادنا وربما في غيرها يضبطون ساعاتهم على غروب الشمس، لهذا كان هناك ما يُسمى بالتوقيت الغروبي. وحيت يتغير زمن الغروب تبعاً لتعاقب الفصول والأنواء فلا مناص من «ضبط» الساعة وشحن طاقتها يدوياً، محلياً يقال: «عشّى الساعة».
* قبل أن تنقل الإذاعة أذان الصلوات عبر «الراديو» يُنبِّه المذيع إلى أن يُراعي المقيمون خارج مدينة الأذان فارق التوقيت. إذاً أهمية الوقت يرتبط بالصلوات الخمس ثم تأتي بقيّة الأمور بعد ذلك، فيقال موعدنا بعد صلاة العصر مثلاً أو بين «العشاوين» صلاة المغرب والعشاء.
* أحدث اعتماد التوقيت الزوالي ارتباكاً في البداية لدى بعض شرائح المجتمع، وخصوصاً كبار السن الذين تبرمجوا على التوقيت الغروبي، ولكنهم سرعان ما تلاءموا مع التوقيت الجديد، وأعادوا برمجة أوقاتهم اتساقاً مع المُستجدات وخضوعاً لواقع الأمر.
* تلك لمحة سريعة للوقت والتوقيت، ولا أرى ضرورة هُنا لسردٍ تاريخي للتبدلات التي طرأت على معرفة الوقت أو البحث في تاريخ الساعة (أداة معرفة الوقت)، من لحظة استخدام «الاسطرلاب» و «المُزولة» إلى الساعة الذريّة فائقة الدقة، فحسابها لا يفرق أكثر من ثانية واحدة كل ثلاثة ملايين سنة! ولكني أتساءل ما الذي يجعلنا اليوم نبرمج أوقاتنا تبعاً لتوقيته؟
* إنها وسائل الإعلام بلا منازع.
* على سبيل المثال لا الحصر بث نشرات الأخبار وتحديداً في الإذاعة والتلفزيون، يجعل الفرد منّا يؤقت برنامجه على وقت بثها وأيضاً النقل المباشر لمباريات كرة القدم أو المناسبات الوطنية الهامة، وغيرها مما يهمّ الناس ويعنيهم، لهذا يتم التنويه عن وقت تلك الأحداث أو البرامج حسب التوقيت العالمي «غرينتش» أو المحلي «مكة المكرمة».
* يقول الكاتب الإنجليزي «بن بيلموت»: أنا كملايين غيري مُشكّل ومقولب ومُكيّف بحيث أصبح جدول أعمالي تابعاً إلى حدٍّ ما لتغيرات جدول أعمال وسائل الإعلام.
* قُلت ربما يأتي زمن يُبرمج الناس جداول أعمالهم حسب توقيت «تويتر» أو «سناب شات».
- د.عبد الله إبراهيم الكعيد
aalkeaid@hotmail.com