يا أيُّها الأحبابُ
في اليمنِ السَّعيدِ
وفي العراقِ
وليبيا
والشَّامِ أيضاً
والأباةُ الذائدون
-على الحدودِ -
مرابطين
مكانُكمْ
ملءُ القلوبِ
وحزْنُكمْ
جرْحُ
النُّفوسِ
مليئةً
بالاكتئابِ
بما يعاني الأبرياءُ
من الكلابَ المُسْعراتِ
من الذئابِ الجائعاتِ
بما تفرَّعَ من خرابٍ
ما تضاعفَ من عذابٍ
ما تكاثرَ من سقامٍ
بانَ عن نيلِ
الدَّواءِ
المُستطابِ
العيدُ حلَّ
زهورُكمْ نحو القبورِ
.. زهورُنا فوَّاحةٌ لكنَّها
ترجو شذى تلك الزهورِ
العيدُ حلَّ
فلا نحسُّ بفرْحهِ
العيدُ كيف
ولا سرور لأنْسِهِ؟
إنَّ النِّياتِ الزَّاكياتِ
سجينةُ الأحزانِ
مؤصدةً تئنُّ أمامَ
كلَّ مبشِّرٍ
بملاحة العيد السعيدِ
وروعةِ العيد السعيدِ
وفرحةِ العيدِ السعيدِ
أتمنحونا أيُّها الأحبابُ
لو
لو نافذاتٍ
للقلوبِ
وتمنحونا
لو مساحاتٍ
تُضافُ إلى مساحاتِ
القلوبِ
وتمنحونا لو سمحتمْ
أيها الأحبابُ من أفراحكمْ
من أنسِكمْ
من سعْدِكمْ
حتى نعيشَ العيدَ
عيداً مُشرَقَ البسماتِ
يزهو
بالصِّغار وبالكبار
بكلِّ ملبوسٍ جديدٍ
بالبشاشةِ والودادِ وبالنَّدى
لا عيدَ لي
لا عيد للشَّاكي
بشكوى اليُتْمِ
والمجروحِ
والطِّفلِ الشَّريدِ
وذائقٍ شتَّى
العذابِ
فليتهم لم يصبحوا
متفرِّقينَ
ليضعفوا
ما وزْرُكمْ كي يجهلوا
متحاربين
لتهلكوا
لم يأنفوا ما يغدروا
أذنابَ أذنابٍ
بغير دمِ الأحرارِ
يسعى دأبُهمْ
ليبينَ أحراراً
أعابوا دربَهمْ
ليقرِّروا
إنْ قرَّروا
متذبذبينَ
سؤالُهمْ منفى
الجوابِ
وكلُّ أقوالٍ
أُذِيعتْ
قد عرفناها
أُذِيعتْ قبلَ
أنْ يتشدَّقوا أو يُظْهِروا
دورَ الغيابِ
فحبذا لو شرَّعوا
أبوابَهمْ
يا ليتهم لم يُغدِقوا أبواقهمْ
يا ليتهمْ
كي يسمعوا
الألبابَ زاهدةَ الرؤى
وسهامُ رؤيا الحقِّ
نافذةُ المرامِ
بلا معوقٍ
كي نفوزَ
وتمنحونا أيُّها الأحبابُ
أنْسَ العيدِ
بالعزم الجديدِ
أ تعلمونَ
بحزْنِكمْ لا عيد لي
لا سعْدَ لي
لا أُنْسَ لي
لا وجهَ للعيدِ
السَّعيد؟
خفتَ الضِّياءُ بأهْلهِ لا دهشةً
إنْ أصبحتْ كلُّ النواحي مُظْلِمةْ
فالبغيُ غولٌ لا تُصَدُ دروبُه
جلُّ العزائمِ للغشومِ مُؤمِّمَةْ
وهو الشَّغوفُ بفتْكِ حرٍّ مسلمٍ
يأبى الهوانَ وكلِّ أنثى مُسْلِمةْ
والجمرُ يكوي القابضين وهمْ رؤى
حرَّى لِدَعْوى أمَّةٍ متأسلِمَةْ
ما قيمةُ الأعيادِ في دنيا بها
يشكو المُضامُ لمن يُضِيمُ ليَرْحمَهْ؟
ما قيمةُ الأعيادِ إنْ إحياؤها
بالحزنِ محفوفٌ يجاذبُ أٌقْدَمَهْ؟
أسفي .. زمامُ الماسكين زمامَ من
يأبى بأيدٍ بالجرائمِ مفعَمةْ!
أقفالُهمْ - مهما تكن أسرارُها-
مفتوحةٌ ..لِقوى الطَّغاةِ [مُذَمِّمَةْ]!
لا عيدَ للأحرار في أيَّامنا
ما نارُ أهلِ البغيِ تسري مُضْرَمَةْ
- شعر/ منصور بن محمد دماس مذكور