مهدي العبار العنزي
الحديث عن قطر أصبح حديث الشارع الخليجي والعربي، وأصبح يحتل درجة كبيرة من النمو والارتفاع في كافة الوسائل، وأصبح كل مواطن خليجي وعربي يطمح بأن تعود هذه الدولة الخليجية العربية إلى أمتها وإلى محيطها وإلى إقليمها، ورغم هذه الأماني تواجه بحركة مشلولة من قِبل الأشقاء في قطر ووأد وإفشال كل الطموحات التي لا تريد الشر لهذا البلد ولا لأهله، وارتموا طواعية في أحضان من يريد لأشقائهم الفرقة وزرع بذور التناحر والتشتت والدمار، وحرمان هذه الأوطان من العيش الكريم والأمن والاستقرار والرخاء وتنمية الإنسان وإكرامه، بكل أسف ذهبت أصوات العقلاء الموجهة لهم أدراج الرياح واستمروا في تعاملهم مع عشاق الدماء ومع المنحرفين الذين وجدوا لهم مكاناً يؤويهم؟ وأطلقوا العنان لمن يحاربون الأمة بنفث سمومهم ضد الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ومحاربته، والسؤال المحير حقاً ماذا تستفيد قطر من دعمها للإرهاب؟ وضد من تغذيه وهل هذا الخروج من الصف يزيدها قوة وشموخاً، أم هو على حساب المواطن القطري الذي يرتبط بعلاقات أسرية واجتماعية ومصير مشترك مع أبناء العمومة والأهل في السعودية والإمارات والبحرين، لماذا قطر تحارب مصر العروبة وعلى ماذا؟ ألم يكن لمصر الفضل الكبير على قطر منذ استقلالها في إرسال المعلمين والموجهين والمدرسين والأطباء والفنيين والمدربين، والذين استبدلهم بالإخوان والمرجفين والطامعين في زعزعة أمن مصر وعروبتها، ثم ما ذنب أشقاء قطر أن تحيك ضدهم الدسائس وتحاول تفريق صفوهم وهي تعلم جيداً أنهم وحدهم من يحمونها بعد الله سبحانه وتعالى، فهل يحق لقطر أن تتصرف بحماقة لهدم طموحات أبناء الخليج في الوحدة والمحبة والتسامح والتكاتف ضد من يحاول النيل من كرامة بلدان الخليج العربي، هل يعقل أن دولة عربية إسلامية خليجية أهدافها زرع الفتن؟ وهل يعقل أن أصالة الشعب القطري تحتم عليه تلك الأعمال المشينة؟ كنا نتوقع أن تكون دولة قطر سلماً لمن سالم أشقاءها، وحرباً على من حاربهم، ولكن هذا ما لم يحدث وهذا لم يطبق، لقد شوهوا الصورة النقية لمجتمع خليجي واحد كان يطمح للوحدة في كل شيء، وحدة أفكار ووحدة أهداف وتعاون لا تشوبه شائبة .. أخلّوا بالوعود .. ونكثوا العهود. ورغم هذا الجحود، لازال الأمل موجوداً.