الكل منا يعلم جيداً ما تنعم به دول الخليج العربي من أمن واستقرار ورفاهية وازدهار، إلى جانب التقارب والتلاحم والتعاون والمحبة والمودة فيما بينهم، وبفضل من الله وكرمه أصبحت شعوب هذه المنطقة أُسرة واحدة متماسكة ومترابطة، ولحكمة أرادها الله سبحانه وتعالى، أن تنكشف كافة الدسائس والمؤامرات والخروقات الاجتماعية والسياسية والأمنية والثقافية والاقتصادية، التي تحاك خلف الستار من قِبل السلطة السياسية في دولة قطر الشقيقة لجيرانها الخليجين، تمس أمنهم واستقرارهم ومستقبلهم وشعوبهم، منذ فترة ليست بالقصيرة وهي تحاول بشتى الطرق وبشتى الحيل، زعزعة الأمن والاستقرار بطرق ملتوية وأساليب جهنمية، مع الأسف الشديد، فإنّ هذا النهج العدائي ينمى عن ما تحمله ضمائرهم وقلوبهم وعقولهم من حقد وحسد وكراهية لهذه المنظومة الخليجية، ممثلة بمجلس التعاون، فهذا الأمر يدل دلالة واضحة على محاولة إضعاف الحس الخليجي، إلى جانب تمزيقه وتشرذمه لأحلام وآمال لقوى معادية وأجنده حاقدة، فإن هذه التصرفات السيئة والدنيئة تؤجج مشاعر الغضب لدى المجتمع الخليجي بأكمله، وذلك عن طريق إحلال الأمن والاستقرار في هذه المنظومة وتوفير بيئة مناسبة لنمو الإرهاب والتطرف والعنف، وغرس الطائفية والمذهبية بين شعوب المنطقة، وهذه الأزمة الحالية أشارت بوضوح تام إلى أن المواطن الخليجي بوجه خاص، شعر أنّ هذه الأزمة أحدثت فجوة واسعة بين الشعوب، علماً أن استقرارها وابتعادها عن المنازعات والكوارث والأحداث لها أهمية في العالم جغرافياً واقتصادياً وسياسياً، وتأثيرها يؤثر مباشر على استقرار المجتمع الدولي.
أرجو من الإخوة القطريين أن يعودوا إلى رشدهم وإلى صوت الحق وإلى منظومة مجلس التعاون الخليجي، وترك كافة أبجديات التعالي والتكبر والتعنت الذي لا يجدي بشيء بل يزيد كافة الأمور تعقيداً، وتبقى السلطة السياسية في أحضان قوى الإرهاب والاستعمار وفي عزلة عن الدول المتقدمة والمتحضرة.
- عبد العزيز صالح الصالح