د. عبدالرحمن الشلاش
كل أزمة سياسية تمر بها بلادنا تسقط أقنعة كثير من الحزبيين والطائفيين، حتى بات حالهم مفهوماً وفكرهم مكشوفاً وتوجهاتهم أكثر وضوحاً. المثاليات الزائفة، والبكاء على أحوال الأمة هذه الممارسات وغيرها ما هي إلا ستار لتغطية النوايا السيئة تجاه هذا البلد وحكومته. عند وقوع أزمة أو اختلافات مع أي دولة ستسمع الكثير من التبريرات البلهاء السمجة التي لا يقتنع بها سوى الجهال ومحدودي العلم والثقافة، والذين يسيرون خلف هذا « البعض « كقطعان الماشية، يسلّمون عقولهم لمن باعوا ضمائرهم للشياطين، ومنهم من قبض المعلوم أو انحاز لأعداء هذا الوطن نكاية به وبأهله، رغم أنهم أكثر من أكل من خيراته وأثرى من جيوب مواطنيه.
خذ من التبريرات ما لا حصر له، ثم اترك ما يزعجك وما أكثره، منهم من سيقول إن هناك استعجالاً، أو هناك لبساً، ونحن وتلك الدولة شعب واحد، ولا بد من إعادة المياه إلى مجاريها، ولولا الخوف قبل الحياء لأعلن بعض الخونة اصطفافهم مع الخصوم. هناك من يلوذ بالصمت فهو أقل خطراً من الذين يتصدرون المجالس يحللون الأحداث لمن هم خارج التغطية، ويمتد تأثيرهم السيئ لصغار السن من حضور تلك المجالس العامة. بعض المجالس يتواجد بها مندسون ينفثون سمومهم بمنتهى الخبث لمد تأثيرهم لأكبر شريحة من المجتمع. هؤلاء هم الخطر الحقيقي وبالذات الحزبيون منهم، أو المتأثرون بهم والذين يهرفون بما لا يعرفون.
لنأخذ أزمة قطع العلاقات مع قطر بحكم أنها أزمة حاضرة، نجد أن هذه الفئة المحسوبة على الوطن قد سطحتها وقدمتها وكأنها مجرد قطع علاقات لاختلافات في وجهات النظر، أو لسوء تفاهم يحدث عادة بين الأشقاء، وأن الأمر لا يستحق كل ذلك، ثم يبدءون بخبثهم المعهود عنهم باستثارة عاطفة العامة، عندما يذرفون دموعهم على الشعب القطري. للأسف منهم من يعتبر قطر قبلته، وشيوخهم القرضاوي وبقية شلته الرابضين معه في الدوحة!
بتلك الصورة سطحوا الموضوع وبسطوه لأتباعهم البسطاء أساساً لأنهم لو نقلوه كما هو لبدا الأمر عظيماً ومختلفاً لكنهم لا يريدون ذلك، وإنما يحاولون إظهار الدولة بكافة أجهزتها وكذلك وسائل الإعلام بالمظهر غير اللائق وكأننا المخطئون وزبانية الدوحة على حق!، وبات الإعلام السعودي بكافة وسائله الرسمية من ألد أعدائهم لأنه يقف مع بلاده مواقف مشرفة ترفع الرأس. نريد وقفة حازمة مع رؤوس الفتنة في الداخل فهم أعظم خطراً من الأعداء في الخارج.