موضي الزهراني
في خبر منشور في جريدة عكاظ يوم الجمعة 6 شوال ص 5 مضمونه: «منعت وزارة التعليم الطلاب من المشاركة في الدورات الخارجية التي يتم تنظيمها بشكل فردي من قبل بعض الشركات والمؤسسات التجارية بطرق غير رسمية ودون الحصول على موافقة الوزارة»! وأنه تماشياً مع الأمر السامي الكريم تم التشديد على كافة الجهات الحكومية بالاحتراس من تقديم المعلومات والعناوين التي ترد بالاتصال الفردي لدعوة الطلاب في المملكة للمشاركة في الدورات التدريبية الخارجية ما لم تكن من خلال الجهات الرسمية، كون ذلك يعتبر مخالفاً لتوجيهات المقام السامي ما لم تعرض على الجهات ذات الاختصاص بوزارة التعليم لدراستها وإقرارها وفق التعليمات والأنظمة المتاحة! إن هذا القرار يحتاج للمناقشة من جانبين لأهميته، فالجانب الأول: هل الوزارة عندما أصدرت هذا القرار درست أسباب تسجيل الأهالي لأبنائهم كل إجازة صيفية في المعاهد الخارجية التي تكلفهم مبالغ باهظة ولا تقل عن تكلفة رسومهم السنوية في مدارسها الأهلية ذات المخرجات الضعيفة في مادة اللغة الإنجليزية بالذات التي يدرسها أبناءنا من التمهيدي للجامعة لكن للأسف عند التخرج مستواهم ضعيف ولا يقارن بحجم الخسائر المادية على رسومهم الدراسية، ولا يقارن بمدة السنوات التي تعلموها في تلك المدارس، كذلك والأدهى بأنه لايؤهلهم للقبول في بعض الوظائف المتميزة!! لذلك يضطرون لاستغلال الإجازة الصيفية الطويلة للالتحاق بالمعاهد الخارجية للاستفادة والسياحة في آن واحد! وفي نفس الوقت الوزارة لا تملك الحق في منعهم من تطوير قدراتهم ومهاراتهم في اللغة ما دام مدارسها الأهلية لم تنجح أغلبها في تحقيق ذلك!
الجانب الثاني: إذا هذا القرار هدف الوزارة منه حماية الطلاب والطالبات من الاستغلال المادي خارجياً، كان الأجدر بها أن تحقق ذلك داخلياً وتحد من الاستغلال الداخلي للأهالي من مدارسها الأهلية طوال السنة التي تغالي في رسومها سنوياً بدون مراقبة أو محاسبة من الوزارة، والمنتج في نهاية العام يحتاج لتطوير وتحسين مهارات وقدرات وهذا لا يتحقق للأسف داخلياً، بل تضطر الكثير من الأسر لتسجيل أبنائها وبناتها في دورات خارجية من خلال المكاتب السياحية الكبرى التي تُعلن عن ذلك سنوياً ولها باع طويل مع معاهد دراسية خارجية وبدون تدخل من وزارة التعليم أو تحذير سابق كما ذكرت في الخبر! لذلك فإن المخرجات الضعيفة طوال السنوات الماضية لمدارسنا الأهلية والحكومية أيضاً سواء على مستوى اللغة الإنجليزية أو البرامج الصيفية «خاصة أن برامج المهارات الشخصية طوال العام الدراسي ضعيفة جداً» هي السبب في مشاركة الطلاب والطالبات خارجياً والأجدر بالوزارة معالجة الأسباب وتصحيح النظرة السلبية المتأصلة لدى أغلبية الأهالي لخدماتها في هذا المجال قبل المنع والوقوف حجر عثرة أمام حقهم في البحث عن البديل لتطوير قدرات أبنائهم!