عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) جاءت القرارات القوية والغير متوقعة من قبل اتحاد كرة القدم والذي اعتمد تطبيقها من الموسم القادم بالسماح بالتعاقد مع ستة لاعبين غير سعوديين والقرار الأكثر قوة هو السماح بأن يكون من ضمن هؤلاء اللاعبين الستة حارس مرمى كأول قرار يتم تطبيقه بهذه القوة من بداية عالم الاحتراف لدينا، واليوم ومن خلال هذه القرارات سيتضح مدى قوة قراءة إدارات الأندية ومدى الفكر والعمل الإداري لكل إدارة.
وإذا كانت معظم الأندية قد عملت ولا زالت تعمل على استثمار جميع القرارات وتعزيز قوة فرقها وتغطية النقص وأماكن الضعف لديها نجد في المقابل أن أندية لم تحرك ساكناً ولم تتفاعل بل أنها تتجه لأن تسير على النمط القديم بإحضار لاعب أو لاعبين قبل إقفال فترة التسجيل بـ 24 ساعة وهذا الأسلوب الذي عفا عليه الزمن تمارسه بعض الأندية المفلسة ليكون الأمر واقعا ويصعب التغيير ويقبل باللاعب مهما كان حتى ولو كان فاشلا والأمثلة كثيرة وعديدة، ولكن.. صدور مثل هذه القرارات واعتمادها في وقت مبكر يقفل جميع أبواب الأعذار ويكشف مدى قدرة الإدارة وعملها ومن ثم الحكم على إنجازاتها ومستوى تعاقداتها.
ورغم انتقادي للسماح بالتعاقد مع حارس مرمى من ضمن اللاعبين الأجانب ومدى تأثيره على حراس المرمى لدينا والذي سينعكس بالأخير على منتخبات الوطن إلا أنه أصبح واقعا ويجب علينا أن نتعامل معه باحترافية وهي فرصة لجميع الأندية التي لا تمتلك من ضمن لاعبيها حارسا من فئة خمس نجوم ولا أتصور أن يتجاوز عدد الأندية التي ستتعاقد مع حراس مرمى أكثر من 30 % ، حيث إن معظم أنديتنا لديها حراس على مستوى عال رغم أن السماح بإحضار حراس المرمى سيقلص الحراسة لدى الأندية وستتجه الأندية في المواسم القادمة للتعاقد مع حراس مرمى محترفين من الخارج، وكل ما نأمله أن تكون السلبيات قليلة وشبه معدومة في إحضار اللاعبين الأجانب بعد ارتفاع العدد رغم أنني أتوقع العكس خاصة إذا ما اعتمدت الأندية وبعض الإدارات على السماسرة والمدربين الذين يفضلون لاعبين بلدانهم أو من يربطهم بعلاقات ليضمن حصته من إبرام الصفقة، والإدارة الذكية ومسئول الاحتراف المتخصص يجب أن يجعل دور المدرب فقط تشاوريا وليس صاحب قرار أو اختيار حتى يضمن نجاح الصفقة، وستشاهدون وتطلعون على مفارقات كبيرة وإدارات ناجحة وأخرى فاشلة لم تستطع التفاعل واستغلال الفرصة لترميم صفوف فريقها، واليوم وبعد هذه القرارات لم يعد هناك فريق كبير وفريق صغير فالفرصة متاحة للجميع ليضع بصمته بعد القرارات الأخيرة الغير متوقعة.
نقاط للتأمل
- ضربت إدارة نادي الهلال رقماً قياسياً في إبرام التعاقدات على المستويين الداخلي والخارجي، وقد يكون أبرز الصفقات كسب خدمات الحارس العماني الدولي علي الحبسي إضافة إلى اللاعبين المحليين في أهم المراكز، ويعتبر مختار فلاته ومحمد كنو الأهم، وما يميز صفقات الهلال أنها تتم بهدوء ودون دخول أطراف أخرى أو وسطاء وهذا بسبب وجود الكفاءة الإدارية والسيولة المالية، ونقطة أخرى إيجابية تسجل لإدارة الهلال هي أنها تستغني عن أي لاعب بكل سلاسة وود واحترام ولكم في اللاعب عبدالمجيد الرويلي الدليل وفي الطريق لاعبين آخرين سيغادرون بكل هدوء وهذه ميزة الإدارة المحترفة التي تجمع بين الخبرة والكفاءة.
- أتمنى من اللاعبين الكبيرين ياسر القحطاني والخلوق محمد الشلهوب أن يكون لديهما القناعة الكافية والقدرة على اتخاذ القرار المناسب حيال استمرارهما في الملاعب فاليوم وبعد السماح بالتعاقد مع عدد كبير من اللاعبين الأجانب بالتأكيد ستتقلص فرصة مشاركتهم وتواجدهم في خارطة الزعيم ناهيك عن وجود كوكبة من النجوم المحليين الذين يزخر بهم جميع خطوط الفريق، ومن خلال هذه المعطيات يصعب أن تشاهد هذين النجمين حبيسين دكة البدلاء بعد تاريخ كبير مليء بالإنجازات، والشيء الأهم أن يدركا أنه من الصعب أن تأخذ وقتا ليس وقتك وهذه سنة الحياة واستمرار الحال من المحال وهذه رسالة محبة لنجمين مقدرين ومحبوبين من الجميع.
- أحمد الفريدي كان لا بد من استمراره داخل البيت النصراوي فأتصور، بل أجزم أنه الوحيد الذي يعتبر العين المفتحة في الفريق والأميز وإذا كان هناك من يتهمه بعدم الالتزام فهذا أمر غير صحيح فما كان الموسم الماضي هي مشاكل مالية لم تف بها الإدارة ومن حقه الاحتجاج وتقديم شكوى للجهات المعنية، وإذا كان متهما بأنه تهرب من اللقاء الأخير أمام الغريم الهلال فأعتقد أن الإدارة بكبرها هربت ولا تستطيع أن تطالب لاعبا محترفا بالحضور دون الالتزام بصرف مستحقاته خاصة أنها قد تجاوزت كل الأنظمة والأعراف العالمية والمحلية فعدم دفع رواتب لموسم كامل تجاوز إحدى عشر شهرا ناهيك عن مقدمات العقود فبالله منهو الملام في هذه الحالة ؟؟؟.
- رغم صعوده ولأول مرة لدوري المحترفين ورغم دخوله عالم الاحتراف الصعب والقوي إلا أن نادي الفيحاء سجل انتباه جميع المراقبين وأصبح حديث الإعلام الرياضي في إبرام الصفقات والتعاقدات المحلية والأجنبية وهذا إذا ما دل فإنه يدل على وجود إدارة واعية وخبرة إدارية كبيرة وصاحبة نظرة ثاقبة ناهيك عن وجود أعضاء شرف مميزين يدينون بالولاء والحب لهذه المحافظة الغالية والعزيزة، وما الدعم الكبير وضخ الأموال إلا أكبر دليل، وإذا ما استمر هذا التلاحم والدعم فمن الصعب أن يتنازل أبناء الفيحاء عن الاستمرار في دوري المحترفين وإسعاد جميع محبيهم.
خاتمة
عندما تكون إنسانا عفويا قد تقع في مشكلات لم تكن تتوقعها لأن النقاء الذي بداخلك لم يتوافق مع التلوث الذي تعج به عقول بعض البشر.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.