لا يوجد على وجه الأرض إنسان بلا أخطاء فالإنسان ليس معصوما من الخطأ لكِن هناك فئة من الناس وهم الإداريون التنفيذيون المدراء لا يعترفون بأخطائهم ويكابرون ويلومون الآخرين حين يخطئون ويحملوهم المسؤولية إنها الغطرسة الإدارية إنه الاستعلاء والترفع على الآخرين. الموظفون الذين يلتزمون الصمت في أحيان كثيرة لكنهم ينتفضون حين تلسعهم نار الجزاءات والتوبيخيات اللا إنسانية والخارجة عن النسق والعرف الاجتماعي. للأسف هناك مدراء تنفيذيون يغالون في تقدير ذاتهم ويحتقرون ويصبون جام غضبهم على موظفيهم وفي رأي الشخصي إنه عدم الثقة بالنفس والهروب إلى الأمام حين يفتقدون البوصلة.
قرارات إدارية وتوجيهات شفوية تحيط بالمدير المتغطرس فهو لا يمتْ للواقع بل يدمر الواقع الجميل، الواقع المنتج الذي دخل عليه من غير معرفة ودراية. هذا المدير التنفيذي والمدير المتغطرس يظن نفسه أنه الأفضل وأنه على حق وأنه يمتلك الإجابات الكاملة والصحيحة لكل الأسئلة، وعادة ما يميل إلى فرض سيطرته وإثبات تفوّقه، والنظر إلى الآخرين بدونية إنه يدمر ويخرب ولا يتوانى في قتل ما هو جميل عند الآخرين.
إن العدو القاتل، العدو الذي يُهدد استقرار العمل في أي دائرة هو تعيين المدير المتغطرس المدير الذي يخوض عباب البحر دون سفينة حديثة قوية قادرة على الصمود على دوار البحر وتقلباته والفشل والفوضى هو المصير المحتوم. المدير الذي يعتقد «أنا أفضل من الناس، وآراؤه هي الأصوب دائما». كيف يكون كذلك وهو في الاتجاه الخاطئ الذي يصل بادرته إلى الهاوية والسقوط إلى قعر النكسات الإدارية والأورام التي يصعب شفاؤها إدارياً. في صحيحه من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ، قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا، وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ).
واجه الكثير من الموظفين والموظفات مدراء متغطرسين لا يعلمون ما يفعلون وما يقولون فهم منغمسون في غطرستهم ونرجسية ذاتهم، ويفتحون آذانهم لمنْ يمدحهم وينافق ويداهن ترى ما هي النهاية؟ مشكلات إدارية وإنسانية وفوضى عارمة لا يستطيع التعامل معها، حتما الهروب هو الحل وترك الحبل على الغارب وزرع بيئة إدارية سيئة وموظفين وموظفات بلغ بهم السيل الزّبا. اعتقد إنها نهاية واقعية لكل مدير متغطرس متكبر متأّمر لا يفقه في الأداة ولا علومها أي شيء فهو مدير سراب ينتهي مع غروب الشمس التي لن تطول في ظهورها. ترى كم من المدراء والمدراء التنفيذيين يتمتعون بوظائف قيادية وفي الإدارة الوسطى في القطاع العام والخاص.
المدير المتغطرس يعشق مبدأ «خالف تعرف» فهو يعتقد خاطئا أنه الأفضل والأجدر والأولى والأصح بما يقول أما غيره مخطئون وأن صح رأيهم حقا إنه بحاجة إلى تدخل نفسي، حين يرفض الرأي الآخر والتعالي على الآخرين. لست متشائما لكن هذا واقع الحال بما يدور حولنا تأمل تلفّت من حولك سوف تجد الكثير من المتغطرسين الذين يملؤون الدنيا ضجيجا وصدق المثل القائل (نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً)