فهد بن جليد
حدث ما كنَّا نخشاه، وسلكت الحكومة القطرية الطريق المُظلم، عند مُفترق الطُرق الذي وضعته الدول الأربع (الداعية لمُكافحة الإرهاب) لإنهاء الأزمة، ليتحمل من يدير الأمور في قطر مسؤولية الإصرار على غيِّه وعناده ومُكابرته، بدلاً من تخليص قطر وشعبها من هذا النفق المُظلم، وتقديم مصلحة البلاد والعباد والأمة على مصالح الأحزاب والجماعات المُتطرفة، حتى إنَّ الشكوك تزداد والأصوات تتعالى، حول حقيقة من يحكم ويتحكم بالقرار القطري المسلوب..
الخليجيون لم ينتظروا من قطر تبريراً، أو سرداً مطولاً من أجل شرح المواقف، ولا تصريحات استفزازية مُصاحبة عن ضرورة التقارب مع إيران وتشكيل شراكات معها.. ولا غيرها من الحيل الماكرة التي دأبت الدوحة على مُمارستها سابقاً، ولم تعد تنطلي على أحد اليوم، فالمواطن الخليجي العادي الغيور على منطقته ومُستقبلها، والمُتابع بكل حسرة وألم لمُجريات الأحداث، كان ينتظر من الحكومة القطرية التعقل والعودة لجادة الصواب الصحيحة، وتبديد المخاوف وعدم تصعيد الأزمة، والالتزام بشروط الدول الأربع (الداعية لمُكافحة الإرهاب)، وإعادة الاطمئنان والاستقرار إلى منطقتنا، بدلاً من السلوك الإرهابي والتخريبي الذي تمارسه وتُصرّ عليه الحكومة القطرية، لتفريق وتمزيق الأمة، وكأنَّ من يتحكم بالقرار القطري فرح بهذا الشرخ - بكل غباء ورعونة - لأنَّه يحقق أهداف وأجندة منظمة الحمدين، والجماعات الإرهابية المُرتبطة بها، والتي تهدف لإثارة الفوضى والتفريق، وتمزيق الوحدة الخليجية والعربية، وإن دفع الشعب القطري الشقيق الثمن باهظاً، وكأنَّه في آخر اهتمامات صاحب القرار هناك.
الرد القطري كان مُخيباً لآمال العقلاء في الخليج، فقد وُصف بأنَّه في مُجمله سلبي، ويفتقر لأي مضمون، ويتضح ذلك حتى من تصريحات وزير الخارجية القطري المُتذبذبة في لندن، والتي حاول فيها الهروب دون معنى أو قيمة أخلاقية من الواقع المرير، والموقف الصعب الذي وضعت الحكومة القطرية نفسها فيه بدعم الإرهاب والكراهية، وكأنَّه يبرر الإمعان في ذلك.
البيان الذي صدر عن وزراء خارجية السعودية والإمارات ومصر والبحرين بعد اجتماع القاهرة يُعرِّي الموقف القطري (للتاريخ) وأمام العالم بكل وضوح، بما يضمن ازدياد الدول والمُنظمات المؤيدة للدول الأربع (الداعية لمُكافحة الإرهاب) وموقفها الصحيح، الذي تؤكد على ستة مبادئ تصب كلها في مصلحة الالتزام بمكافحة التطرف والإرهاب وهو ما ينشده العالم ويسعى إليه، لتتضح الصورة والفرق بين من يبرر الإرهاب ويدعمه ويحتضن عناصره، وبين من يطالب بوقفه حماية لمنطقتنا وللعالم من أضراره وآثاره وشروره.
وعلى دروب الخير نلتقي.