فيصل خالد الخديدي
في المقال السابق من هذه الزاوية كان الحديث عن (الطائف من جديد.. وعكاظ الفن) ولا يكتمل الحديث عن (الطائف من جديد) إلا بذكر جامعة الطائف أصحاب المبادرة والشركاء الأساسيون في سوق عكاظ, فالدور المجتمعي والريادي الذي تقوم به جامعة الطائف أصبح كبيراً ومؤثراً وملموساً في قيادة المجتمع والمشاركة الفاعلة في تنميته بجميع مفاصله, فالعمل المنهجي والخطط المدروسة رتبت البيت الجامعي من الداخل، وبدأت بضخ الدماء الشابة في المناصب القيادية بالجامعة، وهو ما أضاف الكثير من الحيوية والنشاط والتجديد في عمل الجامعة، وساهم في إطلاق العديد من المبادرات من داخل الحرم الجامعي والتي بدأها معالي مدير جامعة الطائف أ.د حسام زمان بداية مباشرته قيادة الجامعة بمبادرة (الجامعة التي نريد) الهادفة إلى تشجيع منسوبي الجامعة بمختلف فئاتهم ومجتمع الطائف للمشاركة في صياغة رؤيتها المستقبلية، وسجلت تفاعلاً كبيراً بأكثر من سبعين مقترحاً ورؤية, وغيرها من المبادرات الداخلية في الجامعة والمجتمعية التي تخطت أسوار الجامعة، والتي جعلت من جامعة الطائف أنموذجاً حياً لجامعة المستقبل وتجاوزت بمبادراتها دورها في خدمة المجتمع الى دور أكبر وأهم وهو قيادة المجتمع في الطائف لاستعادة مكانتها ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً.
إن دور جامعة الطائف في الحراك الثقافي والفني والأدبي في الطائف لا يقل عن دورها في العلم وبناء العقول وتهذيب النفوس, فهي الشريك الأكبر في كثير من المجالات الثقافية والفنية والسياحية, فمن الشراكات الفاعلة مع المؤسسات الثقافية والأدبية والحكومية في الطائف الى المساهمة في الفعاليات كمهرجان الورد وغيره وصولاً الى المساهمة في التنظيم والإشراف كما في سوق عكاظ والإشراف المباشر على كثير من البرامج والمسابقات واحتضانها للجنة الثقافية بالسوق ومساهمتها المباشرة بفرق العمل والدعم بجميع أشكاله, إن إيمان الجامعة وقيادتها بالدور الثقافي والفني والأدبي لها هو ما جعلها تستحدث إدارة الشؤون الثقافية في الجامعة ببرامج وأنشطة متنوعة, وتُفعل ايضاً دور المسرح الجامعي من خلال النادي المسرحي الذي حقق تواجداً على مستوى المسرح المحلي والعربي وهو ما يجعل الأمل كبيراً بأن تكون جامعة الطائف سباقة في دعم برامج الفنون التشكيلية واستحداث قسم للتربية الفنية والفنون تحت لواء الجامعة لتكتمل المنظومة ويكتمل عقد الجمال.