محمد المنيف
أُعلن في إحدى جلسات مجلس الوزراء قبل أيام بشرى إنشاء برنامج وطني باسم (داعم)، يتمثل في برنامج وطني لدعم الهوايات والأنشطة تحت إشراف جهة سيصدر بتسميتها أمر من رئيس مجلس الوزراء، ويهدف إلى دعم وتطوير قطاع الهوايات والأنشطة والفعاليات المرتبطة به. وقد تضمن البرنامج إنشاء صندوق باسم (صندوق دعم الهوايات والأنشطة)، يكون تحت إشراف الجهة المشرفة على البرنامج لدعم أنشطة أندية الهواة وتأهيل المرافق الحكومية ذات الصلة. وقد حددت مدة البرنامج ست سنوات، تخضع قبل نهاية مدته بعام على الأقل للتقويم من قبل مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ويرفع التقويم إلى مجلس الوزراء للنظر في تجديد البرنامج أو تحويله إلى هيئة عامة مستقلة أو أي نمط تنظيمي آخر، وينظر في ضوء ذلك في وضع الصندوق.
خبر أسعد الهواة الذين يشكّلون غالبية من يمارس الأنشطة الفنية أو الرياضية، ويبحثون عن الفرص لممارسة هواياتهم وتمضية الوقت فيما يفيد، وللقضاء على الفراغ الذي تعيشه هذه الفئة.
ومع أن هذه البشارة تختص بالهواة الذين يكتسبون هواياتهم اكتسابًا، تتبدل مع الزمن حسبما يهيَّأ لأي منها من فرص، إذا علمنا أن الهواية فعل عابر ينتهي إما لكِبر السن أو الانشغال فيما هو أهم، كالدراسة أو العمل أو لعدم وجود الوقت المناسب لمواصلة ممارستها، إلا أنها لا تتعلق بفئة قد تكون أكثر أهمية مع تقديرنا للهوايات، وهي فئة المواهب، وخصوصًا في مجالات الفنون الإنسانية على اختلاف تنوعها من رسم أو تأليف شعر أو كتابة القصة والرواية، التي تولد مع الموهوب، وتحتاج لرعاية مدروسة متخصصة، نظرية وعملية، تحظى باهتمام الدول المتقدمة، قدمت لمجتمعاتها نوابغ فنية وأدبية.
ومن المؤسف أن المواهب السابق ذكرها، ومنها الفنون التشكيلية والخط العربي والتصوير الفوتوغرافي والمسرح، لم تجد لها مكانًا سوى في جمعيات، بعضها وُئدت في رحمها، وأخرى عرجاء، أو لا ماء ولا ظل.
المواهب تأمل بأن يكون لها ما حظي به الهواة من برامج، وأن تكون ضمن اهتمامات وزارة الثقافة والإعلام التي لها تجربة مع المبدعين من الموهوبين لرعاية البراعم، والأخذ بالمحترفين.