علي الصحن
كلفت الهيئة العامة للرياضة الشهر الماضي أربع شخصيات لرئاسة أربعة أندية، منهم اثنان بتكليف جديد، وآخران بالتمديد، واعتقد أن هذا الإجراء يعكس الواقع الحقيقي للأندية، وعدم رغبة الكثيرين في الالتحاق بركبها، وتولي قيادتها، وهي التي كانت إلى وقت قريب مطمعاً للكثير من الشخصيات التي كانت تتنافس على رئاسة النادي أو الدخول على الأقل عضواً في مجلس الإدارة.
كثيرون يرون أن العمل في الأندية اليوم مجلب للصداع، والوقوف أمام مطالب الجماهير التي لا تنتهي، يأتي الرئيس متطوعاً راغباً في خدمة النادي وشبابه، وينتهي به الحال في الغالب تحت وطأة نقد لا ينتهي، وتحت مطالب تحقيق نجاحات صعبة تحتاج لضخ مالي لا يمكن أن يحققه لوحده.
الرئيس المكلف قد لا يكون حصل التكليف برغبته، ولكن بسبب الواقع الذي يواجهه، وعدم رغبته في ترك ناديه في مهب الريح، وربما يكون قد حصل على تطمينات ووعود شرفية بالدعم، لكنه أيضاً قد يفاجئ بأن هذه الوعود تزول مثل السراب مع بداية العمل والحاجة إلى الضخ المالي، فيبقى في المعمعة يواجه الحقيقة واللوم لوحده.
أخيراً أتمنى أن تكون هذه المرة الأخيرة التي يتم فيها تكليف رؤساء الأندية، وأن يأتي الرؤساء مستقبلاً عن طريق الجمعيات العمومية من أجل مصلحة الأندية وتنظيم العملين المالي والإداري فيها، مع أملي أن تأتي الخصخصة ومعها عمل مؤسساتي حقيقي في الأندية، يعيد تنظيم العمل، ويقوده إلى فضاءات أرحب ونجاحات أكبر إن شاء الله.
الفرق الأولمبية خسائر مالية فقط
حقق فريق الهلال الأولمبي بطولة الأمير فيصل بن فهد لموسمين متتالين، وحققها قبل ذلك غير مرة، لكن الهلال ما زال يوقع مع لاعبين من خارج النادي، وما زال يسد حاجته بلاعبي الأندية الأخرى، وآخرهم مختار فلاته والبليهي وكنو وكادش، ومقابل ذلك يتسرب لاعبو الفريق الأولمبي خارج النادي، ومعظمهم يعجز عن إثبات تواجده حتى مع فرق الوسط، وينتهي مشواره مبكراً، رغم الصيت الذي كان يرافقه أيام الفريق الأولمبي، وتأكيدات المتابعين للفريق أن هذا اللاعب سيكون له شنة ورنة في عالم كرة القدم.
ما يحدث في الهلال يحدث في أندية أخرى، معظم اللاعبين في المستوى الأولمبي ينتهون بمجرد تجاوزهم السن القانوني للفريق، مما يوجب إعادة النظر في هذا المستوى، وجدوى استمراريته، مقارنة بالنفقات التي يخسرها اتحاد الكرة والأندية مقابل الصرف عليه.
اللاعب الموهوب سيقدم نفسه مبكراً، وسن الـ19 التي يغادر بعدها درجة الشباب هي السن المناسبة لتقديمه للفريق الأول، عودة إلى نجوم العصر الذهبي للكرة السعودية تقول إن معظمهم قدم نفسه في هذه السن وما دون ذلك، وأن البقاء في الفريق الأولمبي من شأنه أن يثبط معنويات اللاعب، وأن يضعف موهبته جراء عدم احتكاكه بلاعبين كبار في سن مبكرة.
هنا قد يقول قائل إن المشكلة في القائمين على الفرق الأولمبية من إداريين وفنيين، وعدم قدرتهم على التعامل المثالي مع اللاعبين في هذا المستوى، وبحثهم عن البطولات فقط دون النظر إلى الجوانب الأخرى التي يحتاجها اللاعب، ودون النظر إلى المطلوب من هذه المرحلة يتجاوز تحقيق البطولات، إلى اكتشاف المواهب الحقيقية، وتقديم لاعبين مميزين بالفعل للفريق الأول.
تخسر الأندية الكثير على الفريق الأولمبي، قد يحقق البطولة، لكنه في النهاية يقدم لاعبيه لفرق الوسط وما دون ذلك، لأنهم ببساطة لا يملكون موهبة حقيقية، أو أنهم يملكونها لكنها ضاعت وضعفت وقتل طموحها خلال ثلاث سنوات مع الفريق.
أعود للقول إن طريقة العمل في الفرق الأولمبية في الأندية، والناتج النهائي لها يوجب من اتحاد الكرة القيام بدراسة جدوى جادة، يشارك فيها متخصصون للنظر في تطوير منافسات هذه المرحلة وأهدافها، وهل حققت الهدف الحقيقي منها، وهل عادت على الكرة السعودية بالمطلوب والمأمول فعلاً، أم أنها مجرد هدر مالي وجهود تذهب نهاية الأمر في مهب الريح.
مراحل.. مراحل
- قدم رئيس الهلال الأمير نواف بن سعد نموذجاً مثالياً لما يجب أن يكون عليه رؤساء الأندية، وهو الصمت وترك عمله وإنجازاته وصفقاته تتحدث عنه، وكلنا يتذكر ما مارسه بعض الرؤساء من تصرفات وجلبة لمجرد التوقيع مع لاعب أو التحرك لمفاوضة لاعب.
- في السابق كانت أخبار المفاوضات الهلالية تتصدر وسائل الإعلام ومواقع التواصل، كان هناك من (يتمصدر) وهناك من يريد كشف قوة علاقته في النادي، وهناك من يريد إفساد خطط الهلاليين واليوم أصبح الهلال يفاوض بصمت ويوقع بهدوء وينجح في كل مخططاته.
- الإدارة علم وفن.. أمسك بهما نواف بن سعد مع أطرافهما فحقق النجاح تلو النجاح.
- فنياً.. من المؤكد أن جميع الصفقات كانت بإشراف وطلب مباشر من دياز، الذي عرف كل ما يحتاجه فريقه، وكل ما يقويه ويرتق الثقوب فيه، ومن المؤكد أنه بعد هذه الصفقات سيبلغ إدارة النادي بقائمة الأسماء التي لن يحتاجها الموسم المقبل.. والجميع يترقب، بما فيهم الأندية الأخرى.. من سيبعد دياز.
- تعاقد الهلال مع حارس يصنع الفارق.. وبقي المهاجم الحارق.