سامى اليوسف
بعد أن تسرب الدخلاء إليها بالبراشوت تارةً، وتغلغلوا في مفاصلها بواسطة قريب أو صديق تارةً أخرى، أصبحت مهنة الصحافة «مهنة من لا مهنة له»، تكاثروا، وتناثروا في أرجائها فأفسدوها، ولعل الإعلام الرياضي بكل وسائله هو شاهد العصر الذي يقر بتورمهم وتصدرهم للمشهد فيه.
الدخلاء هم آفة على أي علم أو مهنة أو مجال يلجون إليه، فهم لا يعلمون ولا يعلمون أنهم لا يعلمون، وهنا مربط الفرس. بخلاف ذلك، فهم على الصعيد الشخصي يجسدون حالة الإفلاس المهني والأخلاقي والقيّمي.
أكرر دوماً للمقربين أن «تويتر» نعمة تستحق الشكر، فهو منبر مَن لا منبر له، هذا أولاً، وثانياً فقد كشف الغطاء عن عقول وفكر وسلوك من كنّا نظنهم ذوي لب ورجاحة، وثالثاً أنه عرّى هؤلاء الدخلاء فكان مثل الـ»بوينتر» يشير إلى مكان تواجدهم بألفاظهم السوقية وبذاءاتهم وطرحهم الرخيص كي نضحك عليهم شفقة، قبل أن نلغيهم من حساباتنا تعقلاً بـ«بلوك».
آخر فضائح «الدخلاء» انتهاز الأزمة الخليجية الحالية بإرجاف وقح، محاولة تمرير اتهامات لإدارات أندية وشرفيين محترمين، لهم إسهاماتهم البنّاءة والإيجابية في دفع عجلة الرياضة المحلية واقتصادها نحو الأمام وربط تبرعاتهم بمصطلح وتهمة الإرهاب في تجاوز خطير، وخلط عجيب ومقزز ، وفي توقيت لا يستفيد منه إلا الانتهازيون وأعداء الوطن.
عندما تقرأ اتهاماتهم تبحث عن حججهم، فلا تجد إلاّ كلاماً مرسلاً لا يفرق فيه كاتبه بين القرينة والدليل، بل إنّ العاقل يخجل في تصدر المجالس بمثل ادعاءاتهم. ولأنهم يتحدثون في غير فنهم فإننا نقرأ العجائب!.. ما تناولته آنفاً هو غيض من فيض، والذاكرة البعيدة والقريبة تطفح بصورٍ ومشاهدات مخجلة للعقلاء.
المعايير والتدقيق في الانتماء لمهنة المتاعب، يجب أن يكون الفيصل للتخلص من الدخلاء، ومراقبة جهات الاختصاص لما يكتب عنصر فعّال في التصدي لهرطقات الدخلاء ومدخلاً لتقديمهم إلى المحاسبة.
وفي هذا السياق، فإنني لا أنفك عن الإشادة بتحركات إدارة الهلال الواعية والقانونية في التصدي لعبث الدخلاء على الإعلام الرياضي وملاحقتهم قانونياً، حتى بات «كرسي الاعتذار» شاهدًا على تأديب من يتمادى، وأرجو أن تحذو إدارات الأندية والاتحادات الرياضية حذو الإدارة الهلالية في إيقاف الشتامين وقطع دابر الأراجيف ومصدريها.
فاصلة
استحق الثنائي الدولي فهد المرداسي وعبد الله الشلوي الإشادة بحضورهما الناجح في بطولة كأس القارات، وهذا النجاح يدعو إلى أن يجد الاتحاد السعودي لكرة القدم حلولاً جذرية لمشكلة، أو ظاهرة تميز الحكم السعودي خارجياً وإخفاقه محلياً.