الجبيل - عيسى الخاطر:
في موقف بطولي وعمل مشرف، سطره المواطن سالم غرم الله الزهراني مدير إدارة نادي الجبيل الرياضي، تمكن من إنقاذ مسنة وخادمتها بعد اندلاع حريق في منزلهما بمحافظة الجبيل.
ويروي الزهراني القصة للجزيرة قائلاً: أثناء وجودي في منزلي صباح الخميس المنصرم سمعت نداء استغاثة لسيدة بصوت مرتفع من المنزل المقابل لمنزلي؛ فبادرت للتوجه إلى مصدر الصوت، وإذا بي أشاهد تصاعد الدخان من الدور الأول للمنزل؛ فقمت بالنداء على أهل المنزل فلم أسمع سوى صراخ سيدتين متحجرتين في داخله؛ فقمت بكسر الباب الخارجي، ثم الاتصال بالدفاع المدني، وفي اللحظة نفسها حاولت كسر الباب فانكسر، ودخلت المنزل، وتمكنت من فتح الباب الداخلي، فوجدت المنزل يعج بالدخان، فدخلت رغم كثافة الدخان، فشاهدت صاحبة المنزل (امرأة كبيرة سبعينية) تحاول الدخول لإنقاذ زوجها، وخادمتها تحاول أن تساعدها على النهوض والخروج، فتمكنت من إخراجهم إلى الخارج هي وخادمتها، واتضح بعد سؤالهما أنه يوجد رجل مسن ثمانيني، وهو زوجها، فحاولت إبعادها، وفي الوقت نفسه اتصلت على زوجتي، وحضرت للمنزل، وبقيت مع الأم والخادمة في فناء المنزل، وحاولت دخول المنزل مرة أخرى ولم أستطع من كثافة الدخان، ولم أتمكن من العثور على باب الغرفة، فرجعت إلى الخارج، وكسرت زجاج الغرفة، فخرجت النيران إلى الخارج، وكان يوجد بالفناء خرطوش للماء، فقمت بفتح الماء، وإطفاء النار المشتعلة داخل الغرفة، وبفضل من الله انطفأت النيران، ولكن تزايد الدخان كان بشكل كثيف، وفي هذه اللحظة وصل رجال الدفاع المدني، ودخلوا إلى المنزل لمساعدتي ومساعدة المرحوم، وإكمال إخماد ما تبقى من نيران، ولكن قدرة الله كانت أقوى من جهودنا، فقام رجال الدفاع المدني بالدخول إلى المنزل وتفقده مستخدمين بعض الأجهزة لإزالة الدخان وإخراج الجثة.
وعن شعوره قال: لحظتها لم يكن لدي شعور إلا شعور رجل ينقذ عائلته؛ فلم أنظر لهم على أنهم جيران، بل نظرت لهم على أنهم جزء من عائلتي. يعلم الله أنني حاولت جاهدًا مساعدة الرجل المسن وإخراجه، ولكن قدرة الله كانت أقوى مني، وكانت هذه ساعته المنتظرة. إنه شعور فرح وحزن، فرح بإخراج العجوز وخادمتها، وحزن لعدم مقدرتي وتمكني من إنقاذ زوجها.
وأضاف الزهراني: بالنسبة لرجال الدفاع المدني فمنذ أنا اتصلت بهم هرعوا بالقدوم، وحضروا في وقت سريع، وكان تفاعلهم وتفانيهم في عملهم لا يوصف، وذلك من خلال تضحيتهم بأرواحهم وسط النيران والدخان لإنقاذ الأرواح والممتلكات.
ووجه الزهراني شكره لمحافظ الجبيل عبدالله العسكر على اهتمامه؛ لكونه أول المتصلين للاطمئنان على سلامته، وليس ذلك بغريب عليه. وقد تعرض الزهراني لإصابات عدة؛ أُدخل إثرها مستشفى القاعدة البحرية بالجبيل، وغادر المستشفى ووضعه - ولله الحمد - مطمئن.