مها محمد الشريف
لن نشير في هذا التقديم إلاّ إلى بعض صفحات التاريخ السياسي الحديث والمحاور الأساسية فيه، وعلى نحو خاص ما يجاورها ويغذيها من المحاولات المضللة والخاطئة من الدول الصغيرة كقطر، ووفقاً لاعترافات قادة شبكات التجسس والمتآمرين، واعتراف وزير خارجية قطر كأول مسؤول في العالم يعترف برعاية بلاده للإرهاب. سنكتب عن:
الذين يتم تجنيدهم ضد دولهم ويُعامل الجاسوس كبطل لا كخائن لكسب ولائه، وكيفية تجنيد الأفراد والجماعات، حيث قال ستيفن غراي: «لا يتطلب تجنيد كل جاسوس للأسرار التي بين أيديهم لقاء المال سوى جهد بسيط، حتى لألد أعداء بلدهم، والكثيرون انخرطوا في هذه اللعبة لوجود مصالح مشتركة تتخطى كل الحدود الجغرافية « لذلك صعب على هذه الدول إعادة وضع الضمير على قيد الحياة مجدداً.
لقد أزعجهم تفوق الدول المجاورة وولاء شعوبها وتشاركها مع العالم على أساس أكثر أماناً واستقراراً. بينما هي مجرد غطاء لمهنة الجاسوسية وممولة للجماعات الإرهابية، ومواجهتها يتطلب قدراً كبيراً من جهود الحكومات لإيقاف نشاطها المريب..
من جهة أخرى، تستغل قطر التجنيس لتنفيذ أجندات تخريبية في المنطقة العربية وفي أعمال التجسس، أو لحماية نفسها من أي أخطاء مجتمعية داخلية، وفقاً لتقرير مصور نشرته وكالة الأنباء البحرينية.
وأشارت الرسالة إلى إصرار كبير على تصدير الإرهابيين إلى الدول المجاورة، ومن أهم المطالب التي قدمتها الدول المقاطعة في بيانها المشترك إلى دولة قطر، وقف سياسة التجنيس التي تنتهجها الدوحة، إلا أنها قامت بتجنيس بحرينيين ممن يتمتعون بثقل مجتمعي، أو العسكريين الفارين من الخدمة ولم يلبوا الخدمة الاحتياطية، مما اعتبرته البحرين ضرباً في النسيج المجتمعي وخرقاً لاتفاق الرياض 2013.
في الحقيقة من غير الممكن أن تكون التسوية في الأزمة دون عقوبات ومحاسبة لقطر، التي لا تملك إيديولوجيا قوية متمكنة تعوضها عن التمرد الضمني وتصدير الإرهاب والتطرف، مما جعلها تمارس التدخلات في الشأن البحريني والدول الأربع، في حين نتج عنها مجموعات إرهابية تسعى لإسقاط النظام الشرعي في البحرين والسعودية، وأعطت قطر تلك المجموعات الذرائع المناسبة للإساءة للبلاد.
واستثمرت تلك المجموعات الإرهابية تداعيات التجنيس، لإيجاد نقاط التقاء مع النخب السياسية التي لها ثقلها في المجتمع لتحقيق أهداف فردية.
وما لم يحدث لحد الآن، استيعاب قطر للدولتين تركيا وإيران، اللتين تسارعت فيهما وتيرة التوتر، لاسيما من الانقسامات السياسية العميقة في تركيا وأزمتها مع قبرص وألمانيا. كما أنه يحدث أيضاً مع حليفتها إيران المتورطة في مظاهرات في الداخل، ومعارضة تريد الإطاحة بحكومة الملالي بقيادة زعيمة المُعارضة الإيرانية مريم رجوى في الخارج من فرنسا أعلنت للعالم عن : «تزايد موجة السخط والغضب الشعبي والحنق على النظام، بعد تنامي الاحتجاجات والمظاهرات المنددة بالنظام وتجاوزاته في الداخل والخارج، خاصة بعد الزج بإيران في حروب خارجية، وتدخلات عسكرية في مناطق مختلفة مثل العراق، وسوريا، واليمن». والآن في قطر.
وفي هذا الإطار، فإن الواقع ينعى حلفاء قطر التي تئن من انعكاسات توتر تحتاج إلى تسوية مع شعوبها ومؤسسات دولها.