جاسر عبدالعزيز الجاسر
في مسألة مقاطعة جماعة الأربعة الحاكمة في قطر تظهر قضية بالغة الأهمية لا يتحدث عنها المحللون السياسيون ولا المهتمون بالشؤون القانونية ولا الذين يتحدثون عن العلاقات الدولية.
الخلاف مع الجماعة الحاكمة لقطر سببه الأساسي والرئيس والمؤكد للجميع وليس للدول الأربع المقاطعة لحكام قطر، بل وكثير من الدول الأوروبية وأمريكا وروسيا، تعلم أن سبب إقدام الدول الأربع لمقاطعة حكام قطر هو دعمهم للإرهاب واحتضانهم للقيادات التي تقود وتنظم العمليات الإرهابية وتحويلهم لقطر إلى حاضن ومكان آمن للمتورطين في قيادة وتوجيه وتخطيط الأعمال الإرهابية، وهو عمل يعرفه الجميع وعديد من الدول تملك الأدلة وقرائن وتسجيلات تؤكد انغماس حكام قطر منذ عام 1995م، حينما استولى حمد بن خليفة على حكم الإمارة وحتى اليوم، بل إن وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني اعترف في المؤتمر الصحفي الذي عقده في روما بذلك، حيث اعترف بممارسة بلاده الإرهاب بقوله: «إن دولة قطر في ذيل قائمة الدول الداعمة للإرهاب».
وسواء احتلت قطر رأس القائمة أو ذيلها، فالمهم أن ممارسة الإرهاب ودعمه لا تنكره قطر، والواقع أن ذلك القول يطابق الحقيقة، فإن قائمة الدول التي تمارس وتدعم الإرهاب محجوزة لنظام ملالي إيران ومن يسيرون في ركبهم من أنظمة متواطئة يعرفها حكام قطر جيدًا؛ لتعاملهم معهم والميليشيات والمنظمات الطائفية ذات العلاقة الحسنة مع حكام قطر من ميليشيات حزب الله اللبناني والحشد الشيعي العراقي وجبهة النصرة والقاعدة وداعش وكل هؤلاء لحكام قطر تعامل معهم موثق تعرفه جميع الدول، وإذا كانت قطر في ذيل قائمة الدول التي تنتهج الإرهاب سياسة لها وتدعم عناصره من دول وأنظمة وميليشيات فإنها مشاركة لمن يحتل رأس القائمة ووسطها، إذ إن جميعهم يعتمدون الإرهاب لابتزاز الدول والشعوب وتخريب الأمن والاستقرار ليس في المنطقة العربية، بل في العالم بما فيه أوروبا التي عانت دولها من الإرهابيين الذين تدعمهم حكومة قطر.
كل هذا معروف وموثق، إذن، لماذا لم تدعم وتعلن الدول الأوروبية المتضررة الأكثر من الإرهاب دعمها ومساندتها للدول التي قاطعت حكام قطر وفضحت ممارساتهم في نشر الإرهاب ودعمه، هل هناك صفقة أو صفقات تمت خلال تحركات حمد بن جاسم ومحمد بن عبدالرحمن إلى عدد من الدول الغربية، وفضلت هذه الدول التي عانت من الإرهاب أن تحصل على نصيب من الكعكة التي يوزعها حكام قطر لكل من يقف معهم أسوة بما حصل عليه الإيرانيون والأتراك.