د. عبدالرحمن الشلاش
حين رفض النظام القطري تنفيذ مطالب الدول الشقيقة من أجل عودة العلاقات بصورة أقوى من السابق ووضع سياسي أفضل فعلى ماذا كان يراهن، وهل ما يراهن عليه يعد من نقاط القوة التي يعتمد عليها حتى يدير ظهره لأشقائه ويصافح أعداءهم، ويدعم الجماعات المجرمة التي تدير العمليات الإرهابية ضدهم؟
تساؤلات لن يجيب عليها سوى سدنة هذا النظام الضائع، والسائر في طريق مظلم ستكون نهايته مؤسفة! لعل بوادر هذا الضياع بدت تلوح في الأفق، فالداخل القطري ليس على ما يرام. البطالة بين الشباب القطري ترتفع يوما بعد آخر والوظائف يحتكرها الأجانب ومنهم المرتزقة. اطلعت على صور حديثة جدًا لأحياء قطرية لا يوجد لها مثيل ولا في الدول الأكثر فقرًا في العالم، شوارع غير معبدة وبيوت قديمة جدًا ومياه صرف صحي طافحة وأطفال صغار بملابس ممزقة وعمالة بائسة تجوب تلك الأحياء في هذه الدولة الصغيرة ذات الدخل المرتفع الذي يذهب للأسف للشياطين من جماعات إرهابية ومرتزقة يستخدمهم النظام البليد كأبواق ويوظفهم لدعم عملياته المشبوهة! كيف تتفشى البطالة، وتتزايد أعداد الفقراء في بلد غني صغير لولا الفساد، وذهاب الثروات الضخمة لجيوب الفاسدين؟
هل يراهن نظام قطر على مرتزقة الإخوان الفارين من بلادهم مصر والمطلوبين ضمن قوائم الإرهابيين؟ وماذا لديهم كي يقدموه سوى الشر والوبال على هذا البلد الذي يعاني الأمرين من سياسات حكامه الخرقاء؟ هل تراهن على قناة الفتنة والكذب والتضليل الجزيرة وهي في حالة احتضار بعد أن انكشفت أمام الغالبية من العقلاء والمثقفين، ولم يعد لها ذاك التأثير والبريق؟
أم أن رهان قطر على علاقتها بإيران ذات السيرة السيئة والأهداف التوسعية، وهمها فقط تحقيق أهدافها، وبعدها لن تنظر لما قدمته لها الدوحة من خدمات جليلة. كل ما تراهن عليه قطر وتصر عليه وتعاند من أجله لن تكون له قيمة فعلية في المستقبل القريب. بعد حين سيضيق الخناق عليها ووقتها ستلبي مطالب أكبر. هي لا تتمسك بأمور ذات قيمة، وفي نفس الوقت لا تدافع عن أمور قيمة كالمبادئ والقيم النبيلة والأرض والثروات والمقدرات لذلك عليها أن تختار الطريق الصحيح قبل أن تتسبب بسياسات عوراء في ضياع كل شي فلا البلد الصغير ولا الشعب القليل يتحمل ما سيحدث!