ليلة الأربعاء 19 - 9 لم تكن ليلة رمضانية وحسب!! ولكن تنافسًا خيريًّا وسباقًا ماراثونيًّا في صناعة فرحة سجين وتفريج كربة، عبر مهرجان همه لمّ أب مكلوم بأبنائه، وأم تقبع خلف القضبان بأولادها.. ليلة تعاون على البر والتقوى، وتطبيق الأخوَّة قولاً وعملاً.. ليلة تراحم بين الموسرين والمعسرين.
ليلة البذل والعطاء والصدقات والتبرعات والهبات.. من نفوس لا تخشى الفقر.. حملة خيرية هدفت لإطلاق مجموعة من السجناء بحقوق مالية، أرهقتهم الديون والهموم، ولا حول لهم ولا قوة.. وجدوا أنفسهم نزلاء السجون، يشكون حالهم لربهم الكريم الرحيم.
فرجت -حمدًا لله- الهموم بفضل الله ثم أهالي الرس وفاعلي الخير بالوطن، الذين يرغبون في أن يفرج الله كربهم يوم القيامة، ويعرفون أن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه. وإذا كان من عراب وفارس لهذه الحملة المباركة فهو محافظ الرس الإنسان بقلب حمل معه الخيرية والسعادة الفرحة لكل المحتاجين والمساكين والمكلومين.
تظاهرة الخيرية بطعم الإحسان شارك فيها مجموعة من المسؤولين، وعلى رأسهم فضيلة رئيس محكمة الرس الشيخ خالد الحجاج، ومدير سجن الرس، و»تراحم»، والدكتور إبراهيم الدويش، ورجل الأعمال عبدالله الدعجان، وكوكبة من الشباب المبدعين الذين حملوا همًّا خيريًّا وعاطفة جياشة ومشاعر صادقة؛ فجاءت حملة حملت بصمة التميز والإبداع والتوفيق.
ثلاث ساعات كانت كفيلة لجمع مبلغ مالي يقارب 4 ملايين ريال، كان أجملها وأصغرها من طفل صغير، أهدى مصروفه الأسبوعي (50 ريالاً) تفاعلاً مع هذه الحملة. وما يثلج الصدر ويدخل السرور في النفس أن الحملة بدأت بتسديد ديون بعض رجال أمننا، وهم يستحقون هذا الوفاء من أهلهم ومجتمعهم. وكان المحافظ يرفع شعار (يتسحر مع عياله)، وفعلاً تسحر 44 موقوفًا، بينهم 4 نساء، مع أسرهم وذويهم تلك الليلة. والأجمل أن عيدهم مع أهلهم كان بكلمات محفزة، كان لها وقع في نفوس التجار ورجال الأعمال ومحبي الخير في زيادة البذل والتفاعل؛ لذا ختمت هذه الحملة بسجدة شكر للمولى - عز وجل - أن كتب النجاح والتوفيق. جعل الله ذلك في موازين أعمال جميع الداعمين والمتبرعين.
قبل الختام جميل أن تقول للمحسن أحسنت وبارك الله في مالك وأولادك وأعمالك.. وكانت أم عبدالعزيز الجوهرة البراهيم في مقدمة السبق في ماراثون هذه الحملة الخيرية؛ فآثرت الحملة بما يقارب مليوني ريال، إلى جانب مشاركة بنك الجزيرة وساب وشركة بودل والبلطان والعذل والدعجان والجبيل وعلي الخليفة وأسرة الشهيد القزلان.. وتبرعات أهالي المحافظة نساء ورجالاً وبعض الإعلاميين ومجموعات التواصل.. شكرًا لمن قدم خيرًا يحتسبه عند الله الذي يضاعف العطاء، ويرحم الراحمين.
ختامًا، هذه الحملة والماراثون الخيري جاءا برعاية ومباركة من أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل، الذي أرسل كلمات ومشاعر مشجعة ومعززة للعمل الخيري والتراحم بين الجميع.. راجيًا من المولى - عز وجل - أن تستمر هذه الحملات الإنسانية.. وإلى اللقاء.
** **
- الرس